تدعى بأنثى ولكن في النظام لها ... صرامة لم تكن في الصارم الذكر
تطوي الصحاف لها صوناً وإن نثرت ... تفوح سوم أريج المسك في الصور
تروق كالروضة الغناء ترفل في ... ربط الثناء كزهو الخود بالحبر
تلفعت ببرود الحمد تحسبها ... بكراً توشح موشياً من الأزر
ساقت إليك جيوشاً من بلاغتها ... لوى المحامد فيها معلم الطرر
أوشكت اقنص نسر الأفق مرتقياً ... لما خيالك أغراني على الفكر
إن رمت مدحك حسناً يا ابن نجدته ... ورونقاً بفحول العرب من مضر
لي في قبولك تأميل يبشرني ... أني سأظفر بالمقبول من عذر
وأنني لأرى نفسي تحرضني ... أني سأشفعها من قصدي الاخر
واسلم ببرح جمال أنت رونقه ... ترضى المعالي في الآصال والبكر
ممتعاً بلذيذ العيش تمنحه ... وظافراً بهنى المال والعمر
وله متغزلاً
يا شقيق الظبي لحظاً ... والرشا في لفتاتك
لست هارون ولكن ... سحره في لحاظتك
جرحت قلبي وهذا ... شاهدي في وجناتك
أنا أستبقي حياتي ... لتقضى في حياتك
كيف يقصيك حياة ... هي من بعض هباتك
الشيخ خضر بن عطاء الله
الموصلي الشامي
رحلة تضني إليه الرواحل. وتطوي للقياه المراحل. باعه في الفضل مديد. وسهمه في أهداف العلم سديد. لا تدرك في السبق غايته. ولا تتأخر عند ازدحام الآراء رايته. عض العلم بضرس قاطع. وأنار ظلم الجهل بنور من صبحه ساطع. وكان قد انتقل من بلده إلى البلد الحرام. فقطن به منتظماً في سلك علمائه الكرام. وبه ألف كتابه الذي سماه الاسعاف. بشرح أبيات القاضي والكشاف. وهو كتاب لم تكتحل عين الدهر له بنظير. ولا احتوى على مثل أزهار ألفاظه وثمار معانيه روض نضير. وقد دبج في ديباجته يذكر شريف مكة وسلطانها وحامي حوزة قطانها وقصادها الميمون السكنات والحركات الشريف حسن بن أبي نمي بن بركات فأجازه عليه من المال ألف دينار ومن الاقبال ما أصابه أفق أمله وأنار ولم يزل مقيماً في ذلك الحرم وأردا مناهل الفضل والكرم حتى نشاء ظلم وزير الشريف المذكور وهو الذي روع الأجنة في الأحشاء والأفراخ في الوكور ستبيح جيران بيت الله العتيق الشقي المعروف بابن عتيق فكان من مخازيه الشنيعة وفعلاته التي قبح بها صنيعه أن دعي المشار إليه إلى شهادة زور على اغتصاب شيء من متاع الدنيا المنزور فلم يجبه إلى ما دعا ولا صدقه فيما ادعى فنصب له العداوة والبغضاء وتجاوز على التجاوز والاغضاء حتى كان لا يلقبه إلا بالنصراني ولا يراه إلا بعين الآثم الجاني ولم يزل يدب له الضراء ويريد له البأساء والضراء إلى أن رماه عند الشريف ببهتانه وجرى على عادته في ظلمه وعدوانه وسعى إليه بأنه لا يزال ينسب إلى هذه الدولة المظالم وياتفك لها ما يتبرا منه مؤتفك ظالم ويكتب بذلك إلى أمراء الأروام وهو مقبول عند أولئك الأقوام ومتى لم يتلاف أمره. شب نار التلاف جمره وحسن له أجلاه عن البلد الحرام قبل أن يؤول قدحه إلى الاضرام فأذن له الشريف في اجلائه فشمر له عن ساعد بلائه والزمه بالخروج في الحال وأمره لوقته بالارتحال ولم يمهله لينقل له. أو يرى ما عليه وما له. فخرج متوجهاً إلى مدينة الرسول. وقد ترنق ورد حياته المعسول. وما أبعد عن مكة مرحلتين حتى استولى الوزير الشقي على داره. وأظهر صولة قهره واقتداره. واصطفى جميع ما فيها قبل الفوات. ونادى عليه في الأسواق كما ينادي على تركة الأموات فبلغ الشيخ الخبر في أثناء الطريق فأصبح وهو في يم الهم غريق ففاجأه أجله قبل وصوله إلي المدينة ولاقاه من أولاه دنيا ودينه وأطلق من قيد هذه الدار المحفوفة بالارزاء والاكدار وذلك في سنة سبع وألف ومن شعره قوله مادحاً الشريف حسن سلطان الحرمين وأودعها ديباجة كتابه الاسعاف
بدر الملوك أمير المؤمنين أبو ... على الحسن السامي به شام