وما مهركم إلا قبولكم لها ... لقد كرمت ممهورة وغلى المهر
وكان بينه وبني الشريف العلامة ماجد بن هاشم البحراني رحمه الله تعالى مطارحات ومحاورات في الأدب فمن ذلك ما حكاه في ديوانه قال كنت عنده ليلة والسماء دكناء الجلباب. كاسية السحاب. فأخذنا في الأدب فقلت
توشحت السماء ببرد غيم ... فاجمل بالموشح والوشاح
فقال الشريف العلامه
فقم وانهض إلى فرط التصابي ... فليس عليك فيها من جناح.
فقلت
امط فدم البراني واجل منها ... بآفاق الكؤوس شموس راح.
فقال الشريف
كميت أن تشب بنمير ماءٍ ... يسكن ما اعتراها من جماح.
فقلت
تولد فوقها حببٌ إذا ما ... تغشاها فتى الماء القراح.
فقال الشريف
وتنزل من فم المبزال نبضاً ... كما نبض الدماء من الجراح.
فقلت
بكف مخضب الكفين رخص ... فسادي في محبته صلاحي
قلت وللمتقدمين من هذا النمط كثير والاجازات في المصاريع أصعب منها في الأبيات وعلى كثرة ما ذكره أرباب الأدب من النوعين فلم أسمع ألطف مما حكى أن أبا بكر بن المنخل وأبا بكر الملاح الشلبيين المغربيين كانا متواخين متصافين ولهما ابنان صغيران قد برعا في الطلب وحازا قصب السبق في حلبة الأدب فتهاج الاثنان بأقذع هجا فركب ابن المنخل في سحر من الأسحار مع ابن عبد الله فجعل يعتبه على هجا ابن الملاح وقال له يا بني قد قطعت ما بيني وبين صديقي وصفني أبي بكر في اقذاعك بابنه فقال له ابنه أنه قد بدا والبادي أظلم. وإنما يلحى من بالشر تقدم. فعذره أبوه فبينما هم على ذلك إذ أقبلا على واد تنق فيه ضفادع فقال أبو بكر لابنه أجز. تنق ضفادع الوادي. فقال ابنه. بصوت غير معتاد. فقال الشيخ. كان تفتق مقولها. فقال ابنه. بنو الملاح قصاد. فلما أحست الضفادع بهما صمتت فقال أبو بكر. وتصمت مثل صمتهم. فقال ابنه. إذا اجتمعوا على زاد. فقال الشيخ. فلا غوث لملهوف. فقال ابنه. ولا عيث لمرتاد. ولا خفاء إن هذه الاجازة لو كانت من الكبار لحصلت منها الغرابة فكيف بمن هو في سن الصبي والله أعلم أهل العراق. السيد علي بن خلف بن مطلب بن حيدر المشعثي ملك الحويزة في هذا العصر أخبرني بعض الوافدين من تلك الديار قال كان بينه وبين السيد حسين الشهير بخليفة سلطان. رابطة محبة فلما بلغته أنه ولى الوزارة لسلطان العجم أنشد بديهة قوله
بشرت بالخير يا بشير ... جئت على الوقف من ضميري
لو أحد طار من سرور ... لطرت من شدة السرور
[السيد أبو الغنايم محمد الحلي]
فرع من ذوابة عبد مناف. ودوحة علم مخضرة الأكناف. له في منهل الفضل ايراد واصدار. ومورد لم يشب صفوه للنقص أكدار وكان قد دخل الهند فخدم ملكها أكبر شاه وليس من برود الجاه ما طرزه العز ووشاه ولم يزل في خدمته محمود الجناب راسخ الأوتاد مشدود الأطناب حتى وسوس الشيطان للسلطان فادعى الربوبية في تلك الأوطان واستكبر واستعلى وقال أنا ربكم الأعلى وزعم أن كل من أذن وكبر إنما يعنيه بقوله الله أكبر فأكبر السيد هذه المقالة واستقاله من خدمته فأقاله فانفصل عنه غيرة على الاسلام وأنفة لشريعة جده عليه الصلاة والسلام وقد وقفت له على أبيات هي في سور البلاغة آيات وهي
أنا الذي شهدت بالمعجزات له ... أقلامه وحروف الخط والنقط
أخذت في كل فن من عجائبه ... حتى تعجب مني الفن والنمط
يسطو على البحر سطر من تموجه ... للناظرين وبدر ليس يلتقط
يفوح زهر حديثي عن شذا أدبي ... كما يفوح بريا عطره السفط
لكنكم معشر لا در درهم ... سيان عندهم التصحيح والغلط
خابت قوافل آمالي بساحتكم ... كما يخيب برأس الأقرع المشط
السيد حسين بن كمال الدين
بن الأبرز الحسيني الحلي
سيد ساد بالجد والجد وجد في اكتساب المعالي فقطع طمع اللاحق به وجد وسعى إلى نيل غايات الفضائل ودأب وأنشد لسان حاله
وما سودتني هاشم عن وراثة ... أبى الله أن أسمو بأم ولا أب