أين هذا من قول في مليح احمرت عيناه
ليس احمرار لحاظه من علة ... لكن دم القتلى على الأسياف
قالوا تشابه طرفه وبنانه ... ومن البديع تشابه الأطراف
وقوله معارضاً القاضي تاج الدين المالكي في بيتيه المشهورين وقد سبق ذكرهما في ترجمته
وخود من الاعراب لما تلثمت ... ببرقعها الشرقي في معشر العشق
وشرق خديها الحياء بحمرة ... أرتنا هلال الأفق يبدو من الشرق
وقوله
قالوا أضافك يا يحيى لخدمته ... حبيب قلبك في سر وفي علن
فقلت لما رآني غير منصرف ... عن حبه رام كسرى فهو يجبرني
وقوله
إن الدراهم مرهم ... قد جاء في تصحيفها
فدع التطير قائلاً ... الهم بعض حروفها
كأنه يشير إلى قول القائل
النار آخر دينار نطقت به ... والهم آخر هذا الدرهم الجاري
والمرء ما دام مشغوفاً بحبهما ... معذب القلب بين الهم والنار
وقوله وقد أهدى نبقاً وفلاً
أهديت نبقاً لنبقى في الوداد على ... صدق الوداد وارغام العدى أبدا
ومعه يا سيدي فلاّ يبشركم ... بأنه فلّ من يشناكم كمدا
وقوله في سفينة لعارف
سفينة أشعار هي البحر درها ... نتائج أفكار وشتى معارف
بها اللفظ كاس والمعاني مدامة ... وما ذاق منها نشوة غير عارف
وقوله مؤرخاً ولادة مؤلف الكتاب من قصيدة مدح بها الوالد لا يحضرني منها إلا هذا البيت
وتاريخه نعم الوليد أبو الحسن ... على لدين الله صدر ممهد
أخوه
الشيخ حسين بن عبد الملك العصامي
أديب روض أدبه مثمر. وليل مداده ببدر بيانه مقمر. جمع فنون الأدب على حداثة سنه. وانتشى من سلافه بكاسه ودنه ولما سمع قول بعض السلف من حفظ مقامات الحريري نظم ونثر ما أراد. وبلغ من فنون البلاغة المراد. حفظها عن ظهر قلبه حفظاً. وانص استظهارها معناً ولفظاً. فحسن انشاؤه وقريضه. ودان له من الكلام طويله وعريضه. فأبدى في البراعة عن يد بيضا. حتى أخلت بعقله السودا فعادت تلك الفنون جنوناً. وأصبح اليقين منه ظنوناً. ولا يحضرني الآن من شعره غير قوله مقرظاً رحلة السيد محمد كبريت المدني
جمعت في رحلة انشاتها أدباً ... وكان من قبل فيه أي تشتيت
وقد اقرّ لك الراوون حين بدت ... تميس في حلتي در وياقوت
لا تعجبوا إن جلت عنكم غياهبكم ... فإنها جذوة من نار كبريت
[الأديب أبو حميدة المدني]
شاعر مجيد. وأديب يقلد النحر والجيد. إلى رقة طبع كأنفاس النسيم. وحسن خلق كغرة الوجه الوسيم. له شعر هو السحر. إلا أنه حلال. وأدب هو البحر. إلا أنه زلال. ظريف الجملة والتفصيل. بديع التفريع والتأصيل. محسن للانشا والانشاد. متقن لما شيد من ربوع الفضل وشاد. ولا استحضر الآن من شعره غير قوله مؤرخاً داراً بناها أحد قضاة المدينة المنورة على ساكنها وآله الكرام. أفضل الصلاة والسلام وهو قوله
صاح بين النقا وبين المصلي ... منزل في حلي المفاخر يجلي
مجلس من أتاه يسمع منه ... مرحباً مرحباً وأهلاً وسهلا
فيه حبرو همت بل فيه بحر ... جامع للعلوم عقلاً ونقلا
جاء سهل التاريخ من غير عيب ... هكذا من أراد يبني والا
الشيخ فتح الله بن النحاس
نزيل المدينة المنورة
ناظم قلائد العقيان. وفاضح نغمات القيان. الشاعر الساحر. والباهر بما هو ألذ من الغمض في مقلة الساهر. فهو صانع ابريز القريض وإن عرف بابن النحاس. ومسترق حرق الكلام فما أشعار عبد بني الحسحاس. والمبرز في الأدب على من درج ودب. وحسبك أن لقبه الأدباء بمحك الأدب. ولو لم تكن له إلا حائيته التي سارت بها الركبان. وطارت شهرتها بخوافي النسور وقوادم العقبان. لكفته دلالة على انافة قدره. واشرقا شمسه في سماء البلاغة وبدره. وله ديوان شعر لم أره. ولكني سمعت خبره. وقصيدته المشار إليها هي قوله مادحاً الأمير محمد بن فروخ أمير حاج الشنام