وأصبح من أشواقكم صلة الذي ... بذيل هواكم قد تعلق عائده
وله أيضاً
لديّ صوف كجسمي بالضنا خلق ... بالتوالى عليه حادث الزمن
ما رمت اقلبه كيماً اجدده ... إلا وأنشدني قلبي يحدثني
وهو من قول بعضهم
قد كان لي صوفاً جديداً طالما ... قد كنت اقلبه بغير تكلف
والآن لي قد قال حين قلبته ... قلبي يحدثني بأنك متلفي
وله أيضاً
لقد عنفونا في الدخان وشربه ... فقلت دعوا التعنيف فالأمر أحوجا
إلا أن عفريت الهموم بصدرنا ... عصانا فدخنا عليه ليخرجا
وأحسن منه قول الآخر
وما شربي التنياك من أجل لذة ... به لا ولا ريح يفوح كما العطر
ولكن أداوي نار قلبي بمثلها ... كما يتداوى شارب الخمر بالخمر
[أبو فارس عبد العزيز محمد الفشتالي]
كاتب الملك المنصور. وربيب تلك الدولة المشيدة القصور. وخادم سناها الممدود والمقصور. المعترف لسان البراعة عن حصر مناقبه بالقصور. فاضل زهت به الأقلام والأعلام. وأقرت بفضله العلماء الأعلام. وخضعت لأدبه سماسرة الكلام. وأضاءت بأنوار بلاغته حنادس الظلام. فهو إذا نثر أفحم الورقاء ذات السجع. وإذا نظم أفحمت أفكاره دراري السماء ذات الرجع. فجاء بما شاء وكيف شاء. من محاسن الأشعار والانشاء. وناهيك بمن يقول فيه سلطان المغرب على ما ذكره الشيخ أحمد المقري في عرف الطيب. إن الفشتالي نفتخر به على ملوك الأرض ونباري به لسان الدين ابن الخطيب. وهذه منه شهاده. تعم بالمدح رباه ووهاده. لا يحتاج معها في وصفه إلى الاسهاب. إلا إذا احتاج إلى ضياء الشهاب. قال الشيخ أحمد المقري في كتابه المذكور وقد بلغتني وفاته وأنا في مصر بعد عام ثلاثين وألف انتهى وهذا حين أثبت من قنا كلامه ما ترنحت به عذبات أقلامه. فمن نثره ما كتب به مراجعاً الشيخ المقري المذكور بعد تصدير الكتاب بهذه الأبيات
يا نسمة عطست بها أنف الصبا ... فتضمخت بعبيرها تلك الربى
هبي علي ساحات أحمد واشرحي ... شوقي إلى لقياه شوقاً مطنبا
وصفي له بالمنحني من أضلعي ... قلباً على جمر الغضا متقلبا
بأن الأحبة عنه حتى قد ثوى ... منهم وآخر قد نأىء وتغيبا
فعساك تسعد يا زمان بقربهم ... فأقول أهلاً باللقاء ومرحبا