لعمرك لم أهو الدخان ولم أمل ... إليه لا لفي نشوة وتطربا
ولكنني أخفى به عن مجالسي ... دخان فؤاد بالغرام تلهبا
شيخنا
العلامة محمد بن علي بن محمود
بن يوسف بن محمد بن إبراهيم الشامي العاملي
البحر الفطمطم الزخار. والبدر المشرق في سخاء المجد بسناء الافتخار. الهمام البعيد الهمة. المجلوة بأنوار علومه ظلم الجهل المدلهمة. اللابس من مطارق الكمال أظرف حلة. والحال من منازل الجلال في أشرف حلة. فضل تفلفل في شعاب العلم زلاله. وتسلسل حديث قديمه فطاب لراويه عذبه وسلساله. ومحل رقى من أوج الشرف أبعد مراقيه. وحل من شخص المعالي بين جوانحه وتراقيه. شاد مدارس العلوم بعد دروسا. وسقى بصيب فضله حدائق غروسها. وانعش جذودها من عثارها. وأخذ من أحزاب الجهل بثارها. ففوائده في سماء الافادة أقمار ونجوم. وشهب لشياطين الأنس والجن رجوم. إن نطق صفد المعاني عن أمم. وأسمعت كلماته من به صمم. وإن كتب. كبت الحساد عن كثب. فجاء بما شاء على الافتراح. وترك أكباد أعدائه دامية الجراح. ومتى احتبى مفيداً في صدر ناديه. وجثت بين يديه طلاب فوائده وأياديه. رأيت داماء العلم تقذف درر المعارف غواربه. وقمر الفضل أشرقت بضياء عوارفه مشارقه ومغارقه. فيملأ الأسماع دراً فاخراً. ويبهر الأبصار والبصائر محاسناً ومفاخراً. وأما الأدب فعليه مداره. وإليه ايراده واصداره. ينشر منه ما هو أذكى من النشر في خلال النواسم. بل أحلى من الظلم يترقرق في ثنايا المباسم. وما الدر النظيم إلا ما انتظم من جواهر كلامه. ولا السحر العظيم إلا ما نفثت به سواحر أقلامه. وأقسم أني لم اسمع بعد شعر مهيار والرضى. أحسن من شعره المشرق الوضي. إن ذكرت الرقة فهو سوق رقيقها. أو الجزالة فهو سفح عقيقها. أو الانسجام فهو غيثه الصيب. أو السهولة فهو نهجها الذي تنكبه أبو الطيب. سا وثبت منه ما يقوم بنية هذه الدعوى. وتهوى إليه أفئدة أولي الألباب وتهوى. وإن صدف عن هذا المذهب ذاهب. فللناس فيما يعشقون مذاهب. وها أنا أعتذر إليه. من الايجاز في الثناء عليه. فما سطرته لمحة مما له أقفو. ويا عجباً مني أحاول وصفه. وقد فنيت فيه القراطيس والصحف. وله علي من الحقوق الواجب شكرها. ما يكل شباً يراعتي ذكرها. وهو شيخي الذي أخذت عنه في بدء الي. وأنضيت إلى موائد فوائده بعملات رحالي. واشتغلت عليه فاشتغل بي. وكاد دأبه تهذيب أدبي. ووهبني من فضله ما لا يضيع. وحنا علي حنو الظئر على الرضيع. ففرش لي حجر علومه. والقمني ثدي معلومه. حتى شحذ من طبعي مرهفاً. ويرى من نبعي مثقفاً. فما يسفح به قلمي إنما هو من فيض بحاره وما ينفح به كلمي إنما هو من نسيم أسحاره
ومن منائح مولانا مدائحه ... لأن من زنده قدحي وايرائي