وما مغنم يدني لذل رأيته ... فيقبل إلا وهو عندي مغرم
واختار بالاعزاز عنه منية ... لأني من القوم الذين هم هم
المصراع الأخير صدر بيت لأبي الطمخان وهو
وإني من القوم الذين هم هم ... إذا مات منا سيد قام صاحبه
وله من صدر قصيدة
كيف العزا والفؤاد يلتهب ... والحيّ زمت لبينه النجب
والعين عبرى والجسم ممتقع ... والنفس حرّى والعقل مضطرب
وهذه أربع بكاظمة ... عفت قديماً فندبها يجب
ومنها
وابك زماناً مضى بها أنفاً ... عنى فقد أذهلتني النوب
ومنها
وبالنقا غادة إذا خطرت ... تغار منها الأغصان والكثب
كأنها في الأثيث إن سفرت ... بدر بسجف الظلام محثجب
هذا ما أخرجته من ديوانه
السيد عماد الدين بن بركات
بن جعفر بن بركات بن أبي غي الحسني رحمه الله تعالى: عماد أبنية المجد والمكارم. ورافع شرف آبائه الخضارم. نسب في السيادة كعمود الصبح. وحسب تنزه بجده الحسن عن القبح. طلع في أفق الجلالة بدراً. وسما في سماء الإيالة قدراً. رايته في حضرة الوالد بالديار الهنديه. وقد تفيأ ظلالها وأفاض مكارمه النديه. وكان قد دخلها في سنة اثنين وستين وألف فرأيت الفضل فيه مصوراً. وجنيت به روض السرور منوراً. ولقد كان يجمعني وإياه مجلس والدي حسب الاقتراح. وبيننا من المصافاة ما بين الراح والماء القراح. وهو كهل شبت بالظرف شمائله. وهبت باللطف جنائبه وشمائله. وربما جمعتنا حلبة أدهم وكميت. أو بيت شعر لم تتحكم عليه لو ولا ليت. فتنتقل من متن جواد إلى شرح بيت. وله شعر يفعل بالألباب فعل السحر أُثبت منه ما هو أحلى من جنا النحل. وأجدى من القطر في البلد المحل. كنت حين دخولي هذه البلاد. كتبت إليه بقصيدة ضمنتها التبرم من الاغتراب والبعاد. أقول فيها
هل يعلم الصحب إني بعد فرقتهم ... أبيت أرعى نجوم الليل سهرانا
أقضي الزمان ولا أقضي به وطراً ... وأقطع الدهر أشواقاً وأشجانا
ولا قريب إذا أصبحت ذا حزن ... إن الغريب حزين حيثما كانا
أرى فؤادي وإن ضاقت مسالكه ... بمدح نجل رسول الله جذلانا
عمار أبنية المجد الذي رفعت ... آباؤه الغرّ من ناديه أركانا
السيد الماجد الندب الشريف ومن ... قد بزّ بالفضل أكفاء وأقرانا
سما به النسب الوضاح فاجتمعت ... فيه المحامد أشكالاً وألوانا
يا واسع الخلق إفضالاً ومكرمة ... وموسع الخلق إنعاماً وإحسانا
فقت الكرام بما أوليت من كرم ... لله درك مفضالاً ومعوانا
ما قلت في المجد قولاً يوم مفتخر ... إلا أقمت عليه منك برهانا
لا زلت في الدهر مرضيّ العلا أبداً ... ونائلاً من إله الخلق رضوانا
عليك مني سلام الله ما صدحت ... ورق الحمام وهزّ الريح أغصانا
فراجعني بقوله
يا من تذكر خلاناً وجيرانا ... وصار يمسي سمير النجم سهرانا
صادٍ إلى مورد قد كان يألفه ... عذب به يشتفي من كان ولهانا
له به مرتع طابت موارده ... اليوم بالهند يا لله ما حانا
يا ماجداً حاز سبقاً في القريض وفي ... نهج البلاغة حتى فاق أقرانا
أحسنت لا زلت في أمن وفي دعة ... جزاك ربك بالاحسان إحسانا
وحق جدك إن العين في غرق ... والقلب في حرق وجداً لما آنا
عليك بالصبر يا مولاي معتصماً ... إن النفيس غريب حيثما كانا
كذا الليالي عهدناها مبدلة ... بالقرب بعداً وبعد الوصل هجرانا
فلا رأيت مدى الأيام حادثة ... من الزمان ولا هماً وأحزانا
قد ضاق صدري لما أبدت من كمد ... من لاعج البين ليت البين لا كانا
لكن لي آملاً في الله خالقنا ... وحسن ظني متى ندعوه أولانا