ذاك الذي جل عن تنويه تسمية ... شمس علت هل ترى للشمس أمثالا
الباسم الثغر والأبطال عابسة ... والباذل المال لم يتبعه انكالا
عارٍ من العار كاس من محامده ... لا يعرف الخلف في الأقوال إن قالا
إن قال أفحم ندب القوم مقوله ... أوصال أخجل ليث الغاب إن صالا
علا به النسب الوضاح منزلة ... عن أن يماثل إعظاماً وإجلالا
خذها ربيبة فكر طالما حجبت ... لولا علاك وودّ قط ماحالا
وأصفح بفضلك عن تقصير منشئها ... وحسن بشرك لم يبرح لها فالا
ثم الصلاة على أزكى الورى نسباً ... وآله الغرّ تفصيلاً وإجمالا
قال المؤلف: لقد رأيت هذا المادح ساحباً أذيال العز والجلال. بحضرة ممدوحه هذا السيد المفضال. وقد أنزله بأعز مكان. وأحله عنده محل ابن ذي يزن من رأس غمدان. حتى وعده بوعد. شام من وميض بارقه السعد. فلم يلبث أن استوفى ملء مكياله. وهتفت به من دواعي آجاله. فوافت المسكين منيته. قبل أن تقضى أمنيته. وهكذا خلق الدهر الغرام. وكم حسرات في نفوس كرام. وكانت وفاته يوم الجمعة لعشر بقين من شوال سنة تسع وستين وألف رحمه الله تعالى وقلت أرثيه
لنا كل يوم رنة وعويل ... وخطب يكلّ الرأي وهو صقيل
بكيت لو أن الدمع يرجع ميتاً ... وأعولت لو أجدى الحزين عويل
لحى الله دهراً لا تزال صروفه ... تكرّ علينا دائماً وتصول
علام وفيما قد أصاب مقاتلي ... وما شهدت منه عليّ نصول
وحملني خطباً تضآءلت دونه ... وما أنا قدماً للخطوب حمول
بموت كريم ماجد وابن ماجد ... له المجد دار والعلآء مقيل
فتى قد عنت يوم الهياج له القنا ... وراح الحسام العضب وهو ذليل
بكاه القنا الخطيّ علماً بأنه ... كسير وإن المشرفيّ كليل
فمن للعوالي بعد كفيه والندى ... ومن في صفوف الناكثين يجول
ومن بعده للسيف والضيف والعلا ... ومن بعده للمكرمات كفيل
ربيب علىً شحّ الزمان بمثله ... وكل زمان بالكرام بخيل
نعاه لنا الناعي فضاق بي الفضا ... وراحت دموعي الجامدات تسيل
وهيهات أن تأتي النسآء بمثله ... ويخلف عنه في الأنام بديل
سأبكيك يا عمار ما ناح طائر ... وما ندبت بعد الرحيل طلول
مصابي وإن طولته عنك قاصر ... ودمعي وإن أكثرت فيك قليل
لك الدهر في قلبي مكان مودّة ... ودادك فيه ساكن ونزيل
وإنّ هاطلات السحب شحت بسقيها ... سقاك من الجفن القريح همول
عليك سلام الله مني تحية ... مدى الدهر ما غال البرية غول
السيد محمد يحيى
بن الأمير نظام الدين أحمد الحسيني
أخي وشقيقي. وابن أبي وصديقي. ومن لا أرى غيره بي أحق. إذا حصحص الحق. لا كما قال مهيار الديلمي
سألتك بالمودة يا ابن ودي ... فإنك بي من ابن أبي أحق
ماجد ثبتت في المجد وثائقه. وفاضل نشبت بالفضل علائقه. أحرز من الأدب النصيب الأوفر. وتمسك منه بما أخجل طيب نشره المسك الأذفر. إلى دماثة شيم وأخلاق. ما شان قشيب أبرادها أخلاق. وصدق صداقة وصفاء. وحسن مودة ووفاء. أبرم بهما عقد إخائه. وهب بذكائهما نسيم رخائه. وله شعر تأخذ بمجامع القلوب طرائقه. ويملك مسامع أولى الأشواق شائقه ورائقه. فمن قوله
تذكرت أيام الحجيج فأسبلت ... جفوني دمآءً واستجد بي الوجد
وأيامنا بالمشعرين التي مضت ... وبالخيف إذ حادي الركاب بنا يحدو
وقوله مخاطباً لي
وما شوق مقصوص الجناحين مقعد ... على الضيم لم يقدر على الطيران
بأكثر من شوقي إليك وإنما ... رماني بهذا البعد منك زماني
وقوله