كان فوادي يوم أهوى مودعاً ... هوى خافقاً منه بحيث هوى القرط
إذا ما كتاب الوجد أشكل سطره ... فمن زفرتي شكل ومن عبرتي نقط
الأهل أتى الفتيان أن فتاهم ... فريسة من يعد ونهزة من يسطو
وأن الجواد الفائت الشاءو صافن ... يحرنه شكل واذرى به ربط
وإن الحسام العضب ثاو بجفنه ... وما ذم من غربية قد ولا قط
عليك أبا بكر بكرت بهمة ... لها الخطر العالي وإن نالها حط
إلى بعد ما هيل التراب على أبي ... ورهطي فداه حين لم يبق لي رهط
لك النعمة الخضراء تندي ظلالها ... عليّ ولا جحد لديّ ولا غمط
ولولاك لم تثقب زناد قريحتي ... فينتهب الظلماء من نورها سقط
ولا ألفت أيدي الربيع إذا هرا ... فمن خاطري نهر ومن روضه لقط
هرمت وما للشيب وخط مفرقي ... ولكن لشيب الهم في كبدي وخط
وطاول سوء الحال نفسي فاذكرت ... من الروضة الغنا طاولها قحط
مئون من الأيام خمس قطعتها ... أسيراً وإن لم يبد شد ولا ربط
أتت بي كما نبط الأناء من الأذى ... وأذهب ما بالثوب من دون مشط
أتدنو قطوف الجنتين لمعشر ... وغايتي السدر القليل أو الخط
وما كان ظني أن تغر بي المنى ... وللغر كالعشواء في ظنه خبط
أمان أرتني النجم موطىء أخمصي ... لقط أوطأت خدي لأخمص من يخطو
ومستبطىء العتبى إذا قلت قداتي ... رضاه تمادي الخطب واتصل السخط
وما زال يدنيني فيأبى قبوله ... هوى سرف منه وصاغبه فرط
ونظم ثنائي في نظام ولائه ... تجلت به الدنيا لآلئه وسط
على خصرها منه وشاح مفضل ... وفي رأسها تاج وفي جيدها سمط
عدى سمعه عني وأصغى إلى عدي ... لهم في أديمي كلما استمكنوا عط
بلغت المدى إذ قصروا فقلوبهم ... مكامن أضغان أساودها رقط
يدلونني عرض الكريهة والقلى ... وما دهرهم إلا النفاسة والغبط
ولما انتهو بي بالتي لست أهلها ... ولم يمن أمثالي بأمثالها قط
فررت فإن قالوا الفرار رابه ... فقد فر موسى حين هم به القبط
وإني لراج أن تعود لبدئها ... إلى الشيمة الغراء والخلق السب
وحلم امرء تعفو الذنوب بعفوه ... وتمحي الخطايا مثل ما محي الخط
فمالك لا تختصني بشفاعة ... يلوح على دهري لمبسمها غبط
يفي بنسيم العنبر الورد ريحها ... إذا شعشع المسك الأحم به خلط
فإن أسعف المولى فنعمى هنيئة ... تنفس عن نفس الظبآء بها ضغط
وإن باب الأقبض مبسوط كفه ... ففي يد مولى فوقه القبض والبسط
السيد علي المغربي
المعروف بالأخضري
سيد ضرب عليه الشرف قبابه. وفتح له مقفل البلاغة بابه. فجال من الأدب في خمائله وتنسم نشر صباه وشمائله. فنظم عقوده. وانقضى نقوده. وكان بالبصرة عند واليها. في أياد يوليه إياها ويواليها. أخبرني صاحبنا الشيخ أحمد الجوهري رحمه الله إنه اجتمع في البصرة به فاستفهمه عن معتقده ومذهبه فأخفى وأبهم ولم يفصح له عما استفهم. غير إنه قال له إني لما دخلت اليمن. أقمت به برهة من الزمن. فبلغ عني امامه. ما خشي إني أدعي معه الامامه. فأمرني بالخروج والارتحال. فسرت إلى هذا البلد على هذا الحال. فانتقل ذهن الشيخ وذهب. إلى أنه زيدي المذهب. وعندنا خبر سيرته. والله أعلم بسريرته. ومن شعره ما أنشدنيه له بعض أصحابه مخاطباً علي باشا ابن أفر أسباب حاكم البصرة
أيا عقد ملك قد تواخت فرائده ... وفي لبة الفيحاء دارت قلائده
ويا شائد العز الذي قد تأسست ... على هام أفق الدجلتين قواعده
سميّك أما عقله فهو طائر ... إليكم وأما حبكم فهو صائده