للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على أن مرعاها وما صوح الكلي ... حشاشة نفسي لا الااراك ولا الخمط

وتسطو أسود الغاب بالريم جهرة ... وهذي بأساد الشري أبداً تسطو

بنفسي فتاة تغبط الشمس حسنها ... وفي مثل هذا الحسن يستحسن الغبط

لها طرة تصفو على صبح غرّة ... يسافط مسكاً من غدايرها المشط

شفعت بها ليلاً تقاصر وهنه ... فطال وللآمال في طوله بسط

وبتنا على رغم الحسود وبيننا ... حديث رضى بالوصل ما شابه سخط

تعللني من دلها ورضابها ... بخمرين لم أسكر بمثلهما قط

وعاطيتها صرفاً حكت دم عاشق ... مراقاً عليه من مدامعه نقط

فمالت ولم تسطع حراكاً كأنما ... أتيح لها من عقد أحبولة نشط

هناك جنيت الوصل من ثمر المنى ... وبت ولا عهد عليّ ولا شرط

ومزقت جلباب العفاف ولم أزل ... أقلبها حتى التقى الحجل والقرط

فلم تصح إلا والنجوم خوافق ... وفرع الدجى جعد ذوايبه شمط

وقد ضاء مسود الظلام بشمعة ... من الصبح لم يفرز ذبالتها قط

فقامت لتوديعي بوجد مروعة ... وللوجد في جنبيّ من لوعة فرط

وأذرت دموعاً من لحاظ سقيمة ... هي الدر لكن ما لمنثوره لقط

وسار على اسم الله تنقل أخمصاً ... إلى ما استقلت لا تكاد بها تخطو

وشطت بقلبي في هواها ولم يزل ... ببحر غرام لا يرام له شط

وقد قدح التفريق بين جوانحي ... زناد هموم لا يبوح لها سقط

نعم قد حلت تلك الليالي وقد خلت ... وأي دنو لا يقارنه شحط

لعمري لقد ألوت بأيام وصلنا ... حوادث أيام أسوادها رقط

وبدلت من قرب الوصال بخطة ... من الهجر لا يمحى بدمعي لها خط

تؤرقني الذكرى إذا عن بارق ... يلوح بفود الليل من لمعه وخط

ويوقظ مني الوجد ورق حمايم ... إذا هدأ السمار بات لها الغط

أبيت على مثل القتاد مسهداً ... ودون الذي أرجو القتادة والخرط

لئن جار دهري بالتنائي ولم يزل ... يجور علينا كل آن ويشتط

فإني لها باق على العهد والوفا ... ولي من هيامي في الهوى شاهد قسط

وأصبو إلى دار بها حط أهلها ... على أنهم من أجلها في الحشا حطوا

ولو لم يكن سقط العقيق محلها ... لما شاقني وادي العقيق ولا السقط

فيا ليت شعري هل رباها مريعة ... كما هي عهدي أم لوى خصبها قحط

وهل سربها يرعى بأكناف حاجر ... مروجاً عليها من نسيج الحيا بسط

وهل رتعت أترابها ولدانها ... بمرتعها حيث المسرة والغبط

فعهدي بهاتيك المعاهد لم تزل ... شوادنها تعطو وأغصانها تغطو

فلاغبها غاد من المزن رايح ... له كل حين في أجارعها سقط

وإني ليملكني الاعجاب بقصيدة أبي الوليد أحمد بن عبد الله بن زيدو المغربي التي هي على هذا الوزن والروى ولا بأس بإيرادها وهي

شحطنا وما بالدار نأيٌ ولا شحط ... وشط بمن نهوى المزار وما شطوا

أأحبابنا ألوت بحادث عهدها ... حوادث لا عهد عليها ولا شرط

لعمركم إن الزمان الذي قضى ... بشت جميع الشمل منا لمشتط

وأما الكرى مذ لم أزركم فهاجر ... زيارته غب والمامه فرط

وما شوق مقتول الجوانح بالصدى ... إلى نطفة زرقاء أضمرها وقط

بأبرح من شوقي إليكم ودون ما ... أدير المنى عنه والخرط

وفي الربرب الأنسيّ أخرى كناسه ... نواحي ضميري لا الكثيب ولا السقط

غريب فنون الحسن يرتاج درعه ... متى ضاق ذرعاً بالذي حازه المرط

<<  <   >  >>