كمال قضاة المسلمين امامهم ... وموضح منهاج الرشاد لذي الرشد
امام التقى والفضل أعظم من غدا ... فريداً بهذا الدهر كالعلم الفرد
هو الحسن الأخلاق والاسم من حوي ... من الفضل ما قد جل قدراً عن العد
هو البحر بحر العلم والحلم والتقى ... هو السيد المفضال ذو الخير والزهد
محقق أبحاث العلوم بفهمه ... وكشاف ما تخفى العبارة من قصد
ومن صيته قد شاع في كل موطن ... ومن ذكره قد سار بالشكر والحمد
عليه مدى الأيام مني تحية ... تفوق فتيت المسك والعود والند
وقال في مثل هذا المعرض
غنت الورق في المسا والبكور ... ساجعات على غصون الزهور
وتبدت في كلة الحسن خود ... تخجل الشمس مع سناء البدور
قد تحلت من الجمان بعقد ... جل في الحسن والبها عن نظير
واقتطفنا من خدها زهر ورد ... فاق نشر النسرين والمنثور
وارتشفنا من ثغرها العذب شهداً ... فانتشونا لا نشوة المخمور
بردت بالوصال قلب كئيب ... كان فيه للهجر نار السعير
يالها عذبة الثنايا رداحاً ... قد تبدت في زي ظبي غرير
قد أتتنا من عالم العصر مولى ... قد تسامى على السها والأثير
الامام الهمام رب المعالي ... الفقيه البليغ في التقرير
شيخ كل الأنام من قد تعالى ... أوحد العصر في المقام الخطير
دام يبقى بمصر مفتي البرايا ... دام يرقي على ممر الدهور
قد أتاني مولاي منك كتاب ... ذو نظام حكى عقود النحور
ففضضت الختام عن كنز علم ... حاز منه الغناء كل فقير
وتأملت في رياض حماه ... وتسنمت ما به من عبير
مذ بدا نظم طرسه مع نثر ... ذي بيان فسر منه ضميري
دمت يا واحد الزمان فريداً ... في أمان بحفظ رب خبير
وصلاة الإله تترى دواماً ... مع سلام على البشير النذير
السيد عمر بن السيد عبد الرحيم
البصير الحسيني الشافعي المكي
ناصر الشريعة والطريقه. وهاصر أفنان رياضهما الوريقه. المخبت الأواه. الناطقة بفضله الألسن والأفواه. السالك مسالك القوم. ذو السيمة الغالية السوم جمع بين العلم والعمل. وبلغ من الفضل منتهى الأمل. فرفل في حلل الزهد والتقى. ورقى من الشرف أشرف مرتقى. إلى بلاغة وبراعه. أرعف بهما مخاطم اليراعه. وفصاحة ولسن. أرهف بهما مخادم الكلام وسن. وكان في عنفوان شبابه. وجدة ردائه وجلبابه. حليف بطالة ولهو. وأليف خلاعة وزهو. لا ينشط إلا إلى بلهنية عيش رغيد. ولا ينبسط إلا إلى مغازلة الخرد الغيد. حتى دعاه داعي التوفيق فأجاب. وكشف له عن وجه الحق الحجاب. فأقصر عن ذلك المدا. فتبدل ذلك اللهو زهداً وهدى. فقال من التقوى باورف ظل. ومن يهدي الله فما له من مضل. ولا يحضرني الآن من كلامه إلا كتاب كتبه إلى الشيخ عبد الرحمن المرشدي معزياً له في أخيه وهو إنا لله وإنا إليه راجعون. ما شاء الله كان وما لم يشأ لا يكون
إني معزيك لا إني على ثقة ... من الخلود ولكن سنة الدين
أحسن الله لنا ولكم العزاء في المصاب. وأعظم لنا ولكم الجزاء والثواب. وألهمنا وإياكم الصبر المستحيل ولا أقول الشاق. ذهاباً إلى جواز التكليف بما لا يطاق. فلعمري إنها الصاخة التي أجدبت رياض الأنس وأمحل خصبها. وأقفرت بها ربوع المسرة وضاق رحبها. والخطب الذي يجم عند التسلية عنه نطق الخطيب. اللسن اللوذعي. والعضب الذي يعترف باستحالة مزايلة إزالته حذق الطبيب الفطن الألمعي. بيد أن في مشاهدة صدور الأفعال من مصادرها. ومعاينة ظهور الأسماء بمظاهرها. ما يمنع الجزع الورع عن الاسترسال. وإن جعل غرضاً لنبال الداء العضال. ويمنح المتأله المنيب الأواه. سربال التحقق بحقيقة قل كل من عند الله.