وإن هم قد جنوا عمداً وجهلاً ... وما راعوا وما طلبوا اعتذارا
فإن البدر لا يشنيه شيء ... من العجما صباحاً أو جؤارا
وأنت على أذاهم ذو اقتدار ... على أن لا تسامي أو تباري
فطب نفساً فكلهم ذليل ... لعزتك اختياراً واضطرارا
وللسيد المذكور أيضاً
ومالي والهم الذي أنا حامل ... ولي صلة من لطف ربي وعائد
إذا عادة الله التي أنا آلف ... تذكرتها هانت عليّ الشدائد
فلا تتقي هولاً وارهب طارفاً ... ولي ثقة بالله ما قام عابد
وأنشدني صاحبنا الشيخ أحمد الجوهري له قال كتب إلي وقد طلبت منه شرح النهج لابن أبي الحديد في بيتين من الشعر
أتاني نظمك المنضود يمشي ... من الاحسان في ثوب جديد
ووافى جوهري اللفظ لطفاً ... ومعنى صيغ من درّ نضيد
سمحت بذاك وهو أجل قدراً ... لأن يأتيك بابن أبي الحديد
ربحنا في التجارة وارتضينا ... لطيف الدر عن ثقل الحديد
قال فراجعته بقولي
أخا الهيجاء ذا الرأي السديد ... غياث الملتجي مأوى الطريد
طويل الباع في كسب المعالي ... بسيط الفضل كالبحر المديد
أتاني منك نظم فوق طرس ... كدر زان في نجر وجيد
فما أبصرت بيتاً منه إلا ... وقلت بأنه بيت القصيد
فشعرك يعجز الشعراء عنه ... ونثرك مخجل لابن العميد
وقد حزت المعاني كالمعالي ... وقت بها على جمع عديد
فلا زالت بك الأيام تزهو ... وجاهك كل يوم في مزيد
قال وكتب أيضاً
صوغ القريض على اختلاف رجاله ... ما بين حصباً لا تعد وجوهر
وإذا أردت بأن تفوز بدرة ... نظماً فخذه من صحاح الجوهري
السيد محمد بن أحمد
بن الامام حاكم بندر المخا سابقاً
رأيت منسوباً إليه في بعض الدفاتر بيتين دلا على إن حسام أدبه مرهف باتر وهما قوله
شبهت نرجسة وافى إليّ بها ... خلي وقد جئت في التشبيه بالعجب
كف من الفضة البيضاء ساعدها ... زمرد حملت كأساً من الذهب
قلت حق له التصديق ووجب ... فقد جاء في التشبيه بالعجب
[السيد إسماعيل بن إبراهيم الحجاف]
كتب إلى السيد زيد بن علي المقدم الذكر قوله
يا غائبين وفي قلبي محلهم ... وعاتبين لبعد العهد بالكتب
وصفي لشوقي محال أن أسطره ... فالشوق نار وأقلامي من القصب
فأجابه الشيخ أحمد الجوهري عن ذلك
الشوق نار له الأقلام عاجزة ... عن أن تسطره في الصحف والكتب
لكن معجز قلبي قد أثار هوى ... مؤلفاً بين نار الشوق والقصب
السيد محمد بن عبد القادر
المقاطعجي اليمني
أحد سحرة القريض. ومقتطفي نور روضه الأريض. نطق عن لسان الاحسان. ونثر من البلاغة رفرفها الخضر وعبقريها الحسان. إلى مجد ونسب. ومنطق يملك الأسماع إذا مدح أو نسب. وله ديوان يشتمل على غرر وقلائد. وفرائد تحسدها عقود الولائد وقفت عليه فاخترت منه قوله من قصيدة يمتدح بها السيد الحسن بن الامام القاسم أخا الامام محمد المؤيد ملك اليمن ويهنيه بعيد الفطر أولها
ألام هلال لاح أم نون حاجب ... بدا بجبين الأفق في ليلة الفطر
أم العيد من صافي اللجين بخنجر ... تمنطق أم سيفاً تقلد من تبر
أقوس لملك الغرب صيغ بعسجد ... وعلق موتوراً على قصره الدري
أم الكأس ساقي القوم ليلاً أدارها ... ليسقى النداما قهوة العيد كالخمر
أشكل سوار ذاك أم شق دملج ... بساعد ليلي بأن في غرة الشهر
أم الغادة الحسناء خلخال ساقها ... ابانته للعشاق من كوة القصر
توهمت ليس الأمر ما قد ذكرته ... وشبهت والتشبيه يحسن في الشعر