عفيف الدين عبد الله بن حسين
بن جاشل الثقفي
ثقفي النسب. مثقف قناة الحسب. برى نبعة طبعه بالمروءة وثقف. وجرى إلى أماد الفتوة ملء عنانه وما توقف. وخطب عرائس الكرم والوفا. فبنى عليها بالبنين والرفا. إلى أخلاق أقطعها الروض أنفاسه. وشيم يتنافس فيها رغبة ونفاسه. وأدب أدار به رحيق البيان المعتق. وملأ الأكمام بزهر كمامه المفتق. وكم أنست إلى مؤانسته في الاغتراب. واعتضت بمجالسته عن الأهل والأتراب. فرأيته شخص كمال لا ترى العيون له نقصاً وطالعت به ديوان المسرة والمبرة مستقصى وله شعر تأخذ محاسنه السالمة من التصنع بمجامع القلوب. وفق ما قيل.
حسن الحضارة مجلوب بتطرية ... وفي البداوة حسن غير مجلوب
وكم أنشد الأسماع حاله المطرب
ولست بنحوي يلوك لسانه ... ولكن سيلقى يقول فيعرب
وقد أثبت له ما تغتبقه راحا. وتملأ بلطائفه ومحاسنه راحا. فمنه قوله مخاطباً الوالد في غرض له
يا امام الهدى ومستأصل المج ... د وترب الندى وكهف الأنام
وعروس الوغا إذا ستهم الخط ... ب ومردى أسد الشرى في الصدام
إن عزمي والقلب في قيد حسنا ... ك وشوقي يثني إليك زمامي
ضاق صدري حتى تحرج نومي ... عن جفوني وقد سئمت مقامي
لا ملالاً ولا اختياراً ولكن ... من زمان مغرى بضيم الكرام
نابني ما علمت من كيد واش ... منذ عامين ما هنيت مقامي
غير ما قد رأيته كما يعلم الل ... هـ ولكن الزور طبع الطغام
لو تصدي للجيش مثلك ندب ... نافذ العزم ثابت الأقدام
ودعا للبراز كل كريم ... ما تسامت أسد الشرى بالنعام
غير أن الفتى إذا ساء ظناً ... صار طبعاً يقضى على الأوهام
وإذا كنت أنت صارم عزمي ... دمت في عزة بعزك سامي
فانتهز فرصة الزمان أصب ... قبل تسطو به يد الأيام
وانتفذني بما يكيد حسودي ... أو براي يشفي غليل أوامي
وقوله مخاطباً له أيضاً
أبا هاشم سدت الأنام بباذخ ... من المجد مبنى على الحزم والوفا
خلقت نحيفاً والمروءة والذكا ... تصوغ الفتى ماضي الضرائب مرهفا
فما شرف الانسان إلا بقلبه ... متى طاب ما واراه من شخصه كفا
وقوله مراجعاً الأخ الأعز السيد محمد يحيى من قصيدة كتبها إليه
سقى طلابين الأجارع واللّوى ... وحيا زماناً لم نرع فيه بالنوى
ورعيا لأيام هناك سوالف ... قضينا به عصر الشبيبة والهوى
بظل جناب والندامى عصابة ... كرام المساعي ترغم الخصم إن غوى
على السفح ما بين القصير إلى الحمى ... إلى الحصن نطوي الودّ عنا وما انطوى
ليالي لا تخطى سهام رميتي ... ولا عافني الوالي الغيور وإن زوى
وأصبحت يثنيني الحجى عن هويتي ... ويمنعني دهر تمادى وما ارعوى
ولله كم من يوم دجن وصلته ... بليل على الربع الجنوبي وما حوى
وساعات أنس كلما عن ذكرها ... يهيجني فرط الصبابة والجوى
لكل غضيض الطرف أحوي إذا رنا ... سباك النهى والصبر واستأثر القوى
إذا أفتر عن ثغر حكى الدر نظمه ... وإن لاح قلت الشمس في خط الاستوا
يشير فأدرى ما يقول برمزه ... فأفضى على ما في هواه بما نوى
عليم بعلات الغواني وطبها ... ومفتي الندامى في محاورة الهوى
جريت على طرق الغرم كما جرت ... مواهب يحيى في النوال بما احتوى
فتى فيه للراجي مخايل تقتفي ... على أنه حامى الكتيبة واللوى
نماه إلى العلياء غارف سادة ... مآثرهم مشهودة لمن ارتوى
وصنو الذي يبدو لذي الحدس أنه ... امام هدى عن ذورة العز ما لوى