عليك يا رب نثنى ... بما له أنت أهل
إنىّ نوفيك شكراً ... وقد عرا الكل كل
يا من تقدس شاناً ... عن أن يدانيه مثل
وكنهه ليس فيه ... لزائد الفكر دخل
أرادك العقل علماً ... فعافه عنه جهل
وتاه سكراً وأنى ... له إلى ذاك سبل
ولا يحدّك جنس ... ولا يساويك فصل
ولا يحلك شيء ... ولا حواك محل
طوبى لمن حاز قرباً ... وناله منك وصل
وأنفق العمر فيما ... له به الشأن يعلو
قوم لهم بك شغل ... ولا لهم عنك شغل
وقد أديرت عليهم ... خمر الوصال فضلوا
باب الرضا لازموه ... طوعاً فعزوا وجلوا
وطاولوا السبع فخراً ... وفي ذرى العز حلوا
يا ليتني كنت معهم ... فأين حلوا أحل
يا رب إن جل ذنبي ... فالعفو منك أجل
وإن غفران حوبي ... عليك يا رب سهل
عبد الرضى منك يرجو ... رضاك وهو الأفل
إن لم يصبني وبل ... من الرضاء فطل
وقوله وكتبها على قبر السيد حسين بن عبد الرؤف
طل على الناس أيها القبر فخراً ... واسم شاناً على جميع البقاع
إن من حل في ثراك مقيماً ... كان فخر الزمان بالاجماع
أخوه
لسيد أحمد بن عبد الصمد
[البحراني]
هو للعلم علم. وللفضل ركن ومستلم. مديد في الأدب باعه. جليد كريم خيمه وطباعه. خلد في صفحات الدهر محاسن آثاره. وقلد جيد الزمن قلامة نظامه ونثاره. فهو إذا قال صال. وعنت لشبا لسانه النصال. ولا يحضرني من شعره غير ما أنشدنيه له شيخنا العلامة جعفر بن كمال الدين البحراني
لا بلغتني إلى العلياء معرفتي ... ولا ادّعتني العلى يوماً لها ولدا
إن لم أسرّ على الأعداء مشربهم ... مرارة ليس يحلو بعدها أبداً
[السيد علوي بن إسماعيل]
[البحراني]
فاضل في النسب والأدب معرق. وكامل تهدل فرع مجده وأعرق. وهو اليوم شاعر هجر. ومنطيقها الذي واصله المنطق الفصل وما هجر. يفسح للبيان مجالاً. ويوضح منه غرراً وأحجالاً. ويطلع في آفاقه بدوراً وشموساً. ويروض من صعابه جموحاً وشموساً. ويشتار من جناه عسلاً. ويهز من قناه أسلاً. ومعظم شعره فائق مستجاد. فمنه قوله في الغزل وقد أجاد
بنفسي أفدي وقلّ الفدا ... غزالاً بوادي النقا أغيدا
مليحاً إذا نض عن وجهه ... نقاب الحيا خلت بدراً بدا
غزالاً ولكن إذا ما نصب ... ت شراكاً لاصطاده استأسدا
سقيم اللواحظ مكحولها ... ولم يعرف الميل والاثمدا
رشيق القوام إذا هزه ... رأيت الغصون له سجدا
له ريقة طعمها السكري ... يجلى الصداء ويروى الصدا
ولحظ كعضب ولكنه ... يشق القلوب وما جردا
تفرد بالحسن دون الملا ... فسبحان مولى له أفردا
ناىء بعد فهو لغيري ولي ... قريب المزار بعيد المدا
رعى الله أيامنا الماضيات ... وعيش الغناء بها أرغدا
وصبّ على ترب تلك الربوع ... متعنجراً مبرقاً مرعداً
فكم قد أقمنا به لم نخف ... عدواً ولم نرتقب حسدا
إلى حيث أحنت صروف الزمان ... وشمل الوصال بها بددا
وأضحت قفاراً وليس به ... ن مقيم من الجمع إلا الصدا
إذا قلت أين حبيبي غدا ... يجيب باين حبيبي غدا
وقوله أيضاً
أشيم البرق وهو عليّ شوم ... ويثنيني له الشغف القديم
واصبر للهوى العذريّ ما إن ... شدى القمريّ أو هب النسيم
رعاك الله يا قمريّ نجد ... تنوح فلا تنام ولا تنيم
أرقت ولا كما أرق النسيم ... قلقت ولا كما قلق السقيم