للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

روض خديه جنة لاح فيها ... جلنار وسوسن وشقيق

وله مبسم يضيئ سناه ... عن شتيت حكاه در نسيق

ظلمه في لماه شهد مذاب ... في سلاف رياه مسك فتيق

خصره يشتكي من الردف فاعجب ... كيف يقوى عليه وهو رقيق

وله أيضاً

جاد وبل الغمام شيحاً وضالا ... ورياضاً بالسفح مدت ظلالا

لا جفاها الحيا فلى ثم ربع ... لم أزل مكثراً عليه السؤالا

تسحب الغيد في رباه ذيولاً ... تتهادى من النعيم اختيالا

ورشيق القوام ما ماس إلا ... أخجل الغصن قامة واعتدالا

ما تثنى إلا ثني كل قلب ... نحوه تابعاً إذا مال مالا

صاد قلبي لما تصدى لقتلي ... بلحاظ يريش منها النبالا

لوعتي في هواه أزكت غرامي ... وأعادت آناء ليلي طوالا

كلما لاح بارق من زرود ... فاض وادي عقيق دمعي وسالا

ويعجبني من موشحاته على طريقة أهل اليمن قوله وهو مما يتغنى به وكان سبب نظمه له أنه أتى زائراً بعض سادات عصره. فأراد السيد أن يسمع شيئاً من شعره. وكان للسيد ولد جميل الصورة. له في المحاسن أعظم آية وسوره. فأمره أن يلبس أفخر ثيابه. ويمر عليهما في ذهابه وايابه. فلما مر متمايلاً. أنشأ الشيخ قائلاً

زلّ يخطر مثل خوط البان مايس ... شادن زان الملابس

ورمى قلبي بفاتر طرف ناعس ... لحظه نائل وقائس

لؤلؤي الثغر معسول اللواعس ... عيطلي في القلب كانس

بيت

خاله الزنجي لورد الحد حارس ... لا تدنسه اللوامس

قلت وامحبوب قلبي هل تواصل ... والذي تهواه حاصل

لا تخف واشي ولا نمام ناقل ... لا ولا تدري العواذل

جد بطيب الوصل يا حلو الشمائل ... إن عقلي فيك ذاهل

بيت

ما ألذ الوصل في ديجور دامس ... وحبيب القلب آنس

جنتي في بهجة الخد المورد ... واعتناق الخد الأملد

وارتشا في سلسل الريق المبرد ... من لمى الثغر المنضد

لو سمح لي بالتداني ظبي ثمهد ... لاشتفى قلبي من الصد

بيت

وانجلى عن مهجتي غيم الوساوس ... وانطفى حر المقابس

ويح قلبي كلما إن الحمائم ... لم يزل ولهان هائم

كم أقاسي كم أكايدكم أكاتم ... كم أداري من لوائم

ساهر الأجفان دمعي كالغمائم ... والذي أهواه نائم

نصب عيني شخصه قائم وجالس ... فرداً وبين المجالس

بيت

عاذلني دعني فما قلبي بك أشبه ... لا ولا ذقت المحبه

لو صفا لك من رحيق العشق شربه ... كان قلبك قد تنبه

سر طريق أهل الهوى وإلا تنبه ... تعتلق منهم بصحبه

ينجلي همك وتحظى بالنفائس ... من مصونات العرائس

وقد كتبته على مصطلحهم وتقدم التنبيه على أنهم لا يراعون الاعراب في هذا النوع من النظم بل اللحن فيه مقصود والله أعلم

الشيخ عبد الرحمن بن المهدي

العقبي اليمني

قرأت في تذكرة القاضي محمد دراز المكي ما نصه لما ولى الخطابة والامامة والفتوى الشيخ العلامة شيخ الاسلام شرف المدرسين عبد الرحمن بن الشيخ العلامة عيسى بن مرشد العمري في آخر عام تسع عشرة بعد الألف امتدحه الأفاضل من تلامذته وغيرهم إلا انه لم يشنف سمعي بارق من قصيدة الشيخ الفقيه العلامة صاحبنا وجيه الدين عبد الرحمن بن المهدي العقبي اليمني التي أنشده إياها مهنئاً له وهي قوله

أنعمت بالجميل ذات الجمال ... وتجلت في حلة الاقبال

وصلت صبها ولكن من بع ... د صدود جنت به ومطال

حبذا زورة أتت لا بحول ... اعمل الصب لا ولا باحتيال

<<  <   >  >>