للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال لسان الحال لي ... تاريخها تاج الخطب

وكتب إليه أيضاً وقد فوض إليه تفريق الصدقات الهندية

امام هذا العصر لا ... تجعل محبك في الاضاعه

ما خلت حاجاتي الي ... ك وإن نات داري مضاعه

لا تنس ثدي مودتي ... بيني وبينك وارتضاعه

فلقد عهدتك في الوفا ... ء أخاً تميم لاقضاعه

علماً بأنك لم تود ... من التفاريق النفاعه

صدقات قطر الهند قد ... صارت إليك بلا رفاعه

لا تتركني في الرعا ... ع إذا تفرقت البضاعه

وكتب إليه مستقضياً منه ارسال نعل كان طلبها منه وهو بالطائف

قاضي الشرع فقت هذا الأناما ... بحجي ثابت وعز قدامي

وذكاء يفيد كل ذكيّ ... واطلاع يخجل النظاما

إن أهل الكمال عطل وتاج ال ... دين تاج يزين النظاما

من أناس في بطن مكة ساروا ... إذ غدوا يمتحون فضلاً لهاما

زينوا منصب الرياسة والفضل ... بفضل ومنطق لن يراما

مذ حللت الحجاز ضاء ومذ ... غبت راينا عليه حيناً ظلاما

كل وقت لم ننس ذكرك فيه ... فاحفظن للمحب منك الذماما

واذكرن حاجة المحب وإن رك ... ادكاري لها فحاشا المقاما

فراجعه القاضي بقوله مداعباً

وصلت رفعة الحميم ولكن ... اقتضى النظم أن أقول الحماما

وصلت يقظة عياناً وكانت ... وصلت قبل ذا مراراً مناما

اذكرتني فاذكرت غير ناس ... لا تخلني أنساك حاشا المقاما

وكأني أراك تعرك بالتف ... كير فيها منك القذال دواما

إن تكن قد ضعفت لما تراخى ... بعثها عن وصولنا يا هماما

فاعتذاري شحي بأنسك لما ... كل حين تزورنا أحلاما

يا لها من مطية أمتعتنا ... بمحيا قد زارنا ابتساما

قد لعمري ورّيت فيها بلطف ... واحتكمت التنكيت فيها احتكاما

كل أبياتها قصور ولكن ... كان بيت القصيد منها الختاما

فنشقنا فتيت مسك ختام ... زاد نشراً بما افتتحت النظاما

عجل الله ذلك الفأل منه ... وأقام المحب ذاك المقاما

فأعاد عليه الجواب بقوله

وصلت رقعة الفريد على ما ... كان في طيها محباً فقاما

وهي في كفه يفكر فيها ... أيرى ذروة لها أم سناما

أم يخلى سبيلها في عفاء ... ليرى أنها تقيم النظاما

وإذا احتجتها ليوم نزال ... فحميمي يكون فيها اماما

زينة يوم زينة وهي في الك ... ف سلاح إذا أردنا اللطاما

إلى أن قال.

ثم لا زلت من أياديك تمطي ... كل وجناء لا تمل الزماما

كل يوم أرى نوالك يهمي ... مخجلاً حين يستهل الغماما

يا أخا الفضل إنني في زمان ... سل من جوره عليّ الحساما

صدّ عني فصدّ عني صديقي ... ورآني لا أستحق السلاما

هذه قسمتي جرت من قديم ... كلما رمته أراه حراما

وابق يا سيدي وقرة عيني ... في سرور ونعم لا تسامي

ما أجاد المطالع الغرذ والشع ... ر وما أحسن البليغ الختاما

واتبع ذلك بنثر فقال. وبعد فقد وصلت المطية التي هي حمراء الوبر. المركوبة في السفر والحضر. الكافية راكبها مؤنة نفسها فلا تشرب ماءً ولا ترعى الشجر. فقبلها المملوك وما قبلها فشكر الله فضلكم. ولا أعدم أحبابكم طولكم. والسلام. قلت وتشبيهه النعل بالمطيه والراحلة وقع كثيراً في شعر العرب من المتقدمين والمتأخرين فمنه قول بعض العرب.

رواحلنا ست ونحن ثلاثة ... تجنبهن الماء في كل منزل

وقال أبو نواس

<<  <   >  >>