وأبرزتها بطحاء مكة بعدما ... أصات المنادي بالصلاة فاعتما
وسألني إجازة هذا البيت بأبيات تنضم إليه واجعل الكناية عن امرأة لا عن ناقة فقلت في الحال
فطب ريّاها المقام وضوّأت ... باشراقها بين الحطيم وزمزما
فيا رب إن لقيت وجهاً تحية ... فحي وجوهاً بالمدينة سهما
تجافين عن مس الدهان وطالما ... عصمن عن الحناء كفاً ومعصما
وكم من جليد لا يخامره الهوى ... فشن عليه الوجد حتى تتيما
أهان لهن النفس وهي كريمة ... وألقى إليهن الحديث المكتما
تسفهت لما أن مررت بدارها ... وعوجلت دون الحلم أن أتحلما
فعجرت نقري دارساً ومشكراً ... وتسأل مصروفاً عن النطق أعجما
ويوم وقفنا للوداع وكلنا ... يعد مطيع الشوق من كان أخرما
نظرت بقلب لا يعنف في الهوى ... وعين متى استمطرتها قطرت دما
وقلت أنا ناسجاً على هذا المنوال
وأبرزتها بطحاء مكة بعدما ... أصات المنادي بالصلاة فاعتما
فضوّء أكناف الحجون ضياؤها ... وأشرق بين المازمين وزمزما
ولما سرت للركب نفحة طيبها ... تغنى بها حاديهم وترنما
وشام محياها الحجيج على السرى ... فيمم مغناها ولبى وأحرما
أناة هي الشمس المنيرة في الضحى ... ولكنها تبدو إذا الليل أظلما
تعلم منها الغصن عطفة قدها ... وما كان أحرى الغصن أن يتعلما
وأسفر عنها الصبح لما تلثمت ... ولو أسفرت للصبح يوماً تلثما
إذا ما رنت لحظاً وماست تأوداً ... فما ظبية الجرعا وما بانة الحمى
تراءت على بعد فكبر ذو التقى ... ولاحت على قرب فصلى وسلما
وكم حللت بالصد قبل أخي الهوى ... وكان يرى قبل الصدود محرما
وظنت فؤادي خالياً فرمت به ... هوى عاد دائي منه أدهي وأعظما
ولو أنها أبقت عليّ أطقته ... ولكنها لم تبق لحماً ولا دما
وأنشدني صاحبنا الشيخ أحمد الجوهري لنفسه
وأبرزتها بطحاء مكة بعدما ... أصات المنادي بالصلاة فاعتما
فشاهدت من لو أبصر البدر وجهها ... لكان به مضنى ولوعاً ومغرما
ولو عرضت ربك الحجيج تصده ... للبىّ لما يدعو هواها وأحرما
وعرف بالكثبان من عرصاتها ... وقال منى من دارها حين خيما
فلا تعذلوا في حب ظمياء إنها ... لها مبسم يشفي الفؤاد من الظما
وأعذب من صوب الغمامة مرشفاً ... وأضوء من لمع البروق تبسما
وأجمل من ليلى وسلمى وعزة ... وسعدى ولبني والرباب وكلثما
وكم ملك في قومه كان قاهراً ... فأضحي ذليلاً في هواها متيما
يدين لما تهوي مطيعاً لأمرها ... وإن ظلمته لم يكن متظلما
فظل الملوك الصيد تعثر بالثرى ... إذا قاربوا أو شاهدوا ذلك الحمى
ولها أخوات أخر سيأتي كل منها في محله إن شاء الله تعالى. وأما بيت أبي دهبل لمذيل عليه فهو من قصيدة فه يصف فيها ناقته حدث موسى بن يعقوب قال أنشدني يوماً من الأيام أبو دهبل قوله
ألا علق القلب المتيم كلثما ... لجاجا فلم يلزم من الحب ملزما
خرجت بها من بطن مكة بعدما ... أصات المنادي بالصلاة فاعتما
فما نام من داع ولا ارتد سامر ... من الحي حتى جاوزت بي يلملما
ومرت ببطن البثّ تهوى كأنما ... تبادر بالادلاج نهباً مقسما
وجازت على البزواء والليل كاسر ... جناحين بالبذواء وردوا وادهما
فما ذرّ قرن الشمس حتى تبينت ... بعايب نخلاً مشرفاً ومخيما
ومرت على أشطان دوقة بالضحي ... فما حدرت للماء عيناً ولا فما