للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفائق الأوصاف والنعوت. الملحوظ بعين عناية الحي الذي لا يموت. المتفرع من دوحة الحكم والعلوم. المترعرع من شنشنة صاحب السر المكتوم. البارع في المدارك والمفهوم. سيدنا ومولانا الأمير نظام الدين السيد احمد بن مولانا السيد محمد معصوم. لا برحت الطاف الله تعالى عليه جاريه. ولا فتئت ذاته الشريفة صحيحة سالمة في نعمة سابغة وعيشة راضية.. آمين. وينهى غب اهدائه تحية وسلاماً. من بقعة حسنت مستقراً ومقاماً. من لدن ضريح جدك أشرف المرسلين. وخيرة الله من الخلق أجمعين. تحملها إليك نسائم الأشواق. وتغدو بهما عليك حمائم الأوراق.

سلام على تلك المعاهد من فتى ... مقيم على العهد الذي لم يحوّل

إذا نفحته نسمة الهند خالها ... نسيم الصبا جاءت برياً القرنفل

وتحية تفوق على العبير. وتروق على المسك الداري بكثير.

وتزري بنشر الورد طيباً وتزدري ... شذا المندل الرطب المنم بعرفه

ويعقل أن حاكي النسيم جهالة ... لطافتها حتى يعود بحتفه

إنه بعث رق العبودية الماثوره. وجهز هذه الصحيفة المسطوره. وهو ومن يلوذ به بحال الصحة والسلامة. والعزة والكرامة قائماً بوظيفة الدعا والثنا. ناشراً علميهما الواجب عليهما ديدنا. مشتملاً بشمال الاشتمال على الاعتذار. والاعتراف بالقصور في عدم الكناية هذه المدة إلى شريف تلك الآثار. غير أن ذلك التقصير ليس عن جفا. ولا عن اخلال بحقوق الوفا. لكن لزوماً للأدب. ووقوفاً عند حدود الرتب. على أنه لا يزال مصيخاً إلى أخبار سيدنا وسلامته. مستفيداً ذلك من كل وارد من لدن جهته ودار اقامته. إلى أن طرفه ذلك الخبر السابق. من اختبار الله تعالى لأصفيائه رفعة لمقامهم الفائق. فاشتغل توهم اشتغال خاطر سيده خاطره. وزار سروره وما هدء سره ولا اطمأنت سرائره. ولم يجد مفزعاً إلا التمسك بشريف الأعتاب النبوية. والتنسك بلزوم الأبواب المصطفوية. حتى وافته البشائر. ونصبت للتهاني الأشاير. بأن قد أقشع ذلك السحاب. وجاء من ألطاف الله تعالى ما لم يكن في الحساب. وصفت الأحوال وسكنت الفتن. واجتمع الثمل بثمرات الفؤاد فجذل وأطمأن. فأوسع ربه حمداً وشكراً. وأخذ بحظ وافر من هذه البشرى. وتجاسر على بعث هذه العبودية. لنتوب عنه في التهنئة وتقبل تلك الكف الطاهرة الزكية. وتنهى إن هذا العبد المحب القديم. والصديق الصادق الحميم. باق على المألوف منه والمعهود. راق في معارج حفظ المودات والعهود. دأبه تذكر تلك الأوقات الشريفات. والتلهف على ما مضى من تلك الساعات وفات. يا ليت شعري هل ليالي اللقا. أبية أم مالها من إياب

أيام أن يدع الهوى استجب ... فاليوم هل لي يا ترى من جواب

أبلغ سلامي سيدي إنه ... دعا فؤادي شوقه فاستجاب

ومن شعره ما راجع به الوالد وقد كتب إليه هذه القصيدة الفريدة قال الوالد وكان ارسالها إليه ليلة الجمعة ثامن عشر ذي القعدة الحرام سنة خمسين وألف عام زيارتي المدينة المنورة. والبقعة المطهرة.

هبت نسائم آصال وابكار ... تروي أحاديث أخداني وسمّاري

وأسندت عن ربي سلع وكاظمة ... ولعلع وعقيق ثم ذي قار

وشيخ وادي النقا والرقمتين وعن ... بانات نجد وذات الرند والغار

وعن ورود زرود واللوى وعن ... الحجاز تتلو لتذكاري واخباري

والمنحني ثم جمع ثم خيف منى ... وزمزم ورد أخبار وأبرار

والمستجار وأكناف الحطيم وعن ... مقام قوم زواكي الأصل أطهار

وعن كدا وحجون ثم عن حرم ... قد جمعت فيه أوطاني وأوطاري

وعنعت خبراً ترويه عن زهر ... بزاهر لذّ مرفوعاً بتكرار

مسلسل حل بالفيحاء مسنده ... وطاف بالكعبة الزهرا لزوّار

فعاد قلبي قطاة عافها شرك ... وهت به وغدت شبهاً لمخوار

باتت طوال لياليها تجاذبه ... فخانها ما أعدته لتطيار

لأنه نضو بين لا يطيق ذمي ... مولها ذا هلا عن حفظ أسرار

<<  <   >  >>