للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في أيّ شرع دماء العاشقين غدت ... هدرى وليس لهم ثار إذا قتلوا

يا للرجال من البيض الرشاق أما ... كفاهم ما بالذي بالناس قد فعلوا

من منصفي من غزال ماله شغل ... عني ولا عافني عن حبه عمل

نصبت أشراك صيدي في مراتعه ... الصيد فنى ولي في طرفه حيل

فصاح بي صائح خفض عليك فقد ... صادوا الغزال الذي تبغيه يا رجل

فصرت كالواله الساهي وفارقني ... عقلي وضاقت على الأرض والسبل

وقلت بالله قل لي أين سار به ... من صاده علهم في السير ما عجلوا

فقال لي كيف تلقاهم وقد رحلوا ... من وقتهم واستجدت سيرها الابل

وقوله مادحاً بعض الأمراء وهي من غرر كلامه

لك الفخر بالعليا لك السعد راتب ... لك العز والاقبال والنصر غالب

لك المجد والاجلال والجود والعطا ... لك الفضل والنعما لك الشكر واجب

سموت على هام المجرة رفعة ... ودارت على قطبي علاك الكواكب

فيا رتبة لو شئت أن تبلغ السهى ... بها أقبلت طوعاً إليك المطالب

بلغت العلا والمجد طفلاً ويافعاً ... ولا عجب فالشبل في المهد كاسب

سموت على قب السراحين صائلاً ... فكلت بكفيك القنا والقواضب

وحزت رهان السبق في حلية العلا ... فأنت لها دون البرية صاحب

وجلت بحومات الوغي جول باسل ... فردت على أعقابهن الكتائب

فلا الذارعات المعتمات تكنها ... ملابسها لما تحن المضارب

ولا كثرة الأعدا تغنى جموعها ... إذا لمعت منك النجوم الثواقب

خض الحتف لا تخش الردى واقهر العدى ... فليس سوى الاقدام في الراي صائب

وشمر ذيول الحزم عن ساق عزمها ... فما ازدحمت إلا عليك المراتب

إذا صدقت للناظرين دلائل ... فدع عنك ما تبدي الظنون الكواذب

يبيض المواضي بدرك المرء شأوه ... وبالسمران ضاقت تهون المصاعب

لأسلافك الغر الكرام قواعد ... على مثلها تبني العلى والمناصب

زكوت وحزت المجد فرعاً ومحتداً ... فاباؤك الصيد الكرام الأطايب

ومن يزك أصلاً فالمعالي سمت به ... ذرى المجد وانقادت إليه الرغائب

بنو عمكم لما أضاءت مشارق ... بكم أشرقت منهم علينا مغارب

وفيكم لنا بدر من الغرب طالع ... فلا غرو إن كانت لديه العجائب

هو الفخر مد الله في الأرض ظله ... ولا زال تجلى من سناه الغياهب

إلى حلب الشهباء منى بشارة ... تعطرها حتى تفوح الجوانب

إذا ما مضى من بعد عشر ثلاثة ... من الدور فيها تستتم المآرب

لقد حدثت عنها أولوا العلم مثلما ... جرى وانقضت تلك السنون الجوادب

بدا سعدها لما علىّ بدابها ... ويا طالما قد أنحست وهو غارب

وفوز عليّ بالعلى فوزها به ... فكل إلى كل مضاف مناسب

كأني بسيف الدولة الآن وراداً ... إليها يلاقي ما جنته الثعالب

لقد جاءها صوب الحيا بعد محلها ... وشرفها من أحكمته التجارب

كريم إذا ما أمحل الغيث أمطرت ... أياديه جوداً منه تصفو المشارب

أديب أريب لو تجسم لفظه ... أصابته عقداً حور للكواعب

فيا أيها المنصور بشراك رتبة ... بها السعد حقاً والسرور مواظب

مدحتكم والمدح فيكم تجارة ... بها تثمر النعا وتغلو المكاسب

إلى باب علياكم شددت رواحلي ... ويا طالما شدت إليها الركائب

<<  <   >  >>