للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعلقتها عصر الشبيبة والصبا ... وما علقت بي من زماني حبائله

حذرت عليها آجل البعد والنوى ... فعاجلني من فادح البين عاجله

إلى الله يا أسماء نفساً تقطعت ... عليك غراماً لا أزال أزاوله

وخطب بعاد كلما قلت هذه ... أو آخره كرت على أوائله

لئن جار دهر بالتفرق واعتدى ... وغال التداني من دها البين غائله

فإني لأرجو نيل ما قد أملته ... كما نال من يحيى الرغائب آمله

كريم وفي إحسانه ونواله ... بما ضمنت للسائلين مخايله

من النفر الغر الذين بمجدهم ... تأطد ركن المجد واشتد كاهله

جواد يرى بذل النوال فريضة ... عليه فما زالت تعم نواقله

لقد أُلبست نفس المعالي بروده ... وزرّت على شخص الكمال غلائله

أجل همام أدرك المجد نيله ... وأدرك مولى سح بالفضل نائله

وقد أيقنت نفس المكارم إنها ... لتحيا بيحيى حين عمت فواضله

أخ لي ما زالت أو أخي إخائه ... مؤطدة منه ببر يواصله

له همة نافت على الأوج رفعة ... تقاصر عنها حين همت تطاوله

ليهنك مجد يا ابن أحمد لم تزل ... فواضله مشهورة وفضائله

أبى الله إلا أن ينيف بك العلا ... ويعلي بها الفضل الذي أنت كافله

وما زلت تسعى في المكارم طالباً ... مقاماً تناهي دونه من يحاوله

رويدك قد جزت الأنام برتبة ... يشير لها من كل كف أنامله

سأشكر ما أهديت لي من الزاهر ... يجول عليها من ندى الحسن جائله

ودم سالماً من كل سوء مهنياً ... بما نلته دهراً وما أنت نائله

وأثني على ما صغته من قلائد ... تحلى بها من جيد مدحي عاطله

ودونكها من بعض شكري وما عسى ... يفي بالذي أوليت ما أنا قائله

وكتب إلي أيضاً

لعلى روحي ومالي فداء ... وله مني الثنا والدعآء

هو ذخري إن خفت من ريب دهري ... وهو كهفي وملجائي والرجاء

وهو الماجد الكريم المرجى ... للمعالي وهو الهدى والضياء

كيف أنسى زمان أنس تقضى ... هو فيه السرور والسراء

دمت يا سيدي وكهفي علياً ... وملاذاً دامت لك العلياء

فأجبته بقولي

هذه الأرض قد سقتها السماء ... فأسقياني سقتكما الأنواء

بنت كرم قد هام كل كريم ... في هواها وطاب منها الهواء

واجلواها عذراء تحكي عروساً ... ألبستها نطاقها الجوزاء

وأنشداني مديح يحيى ليحيا ... ميت هجر قد عز منه الشفاء

هو عوني على العلا ورجائي ... حبذا العون في العلا والرجاء

وهو أنسى في وحشتي وسروري ... في همومي وديمتي الوطفاء

شمل الخلق فضله فأقرت ... بنداه الأموات والأحياء

فبيحيى لا يبرح الفضل يحيا ... والمعالي به لهن اعتلاء

أحكم الود منه عقد إخائي ... هكذا هكذا يكون الإخاء

وكتب إلى أيضاً

أستغفر الله أنت الفائق الأمم ... بالعلم والحلم والأفضال والكرم

ألست أنت الذي أضحت فضائله ... مشهورة كاشتهار النار في علم

العقد ما رحت ترويه وتنظمه ... من فاخر القول ذي الإعجاز والحكم

أنت الذي رحت لي لهفاً وملتجأ ... فلا أخاف مدى الأيام من عدم

خفف عليّ فقد حملتني مننا ... أقلها وافر في أعين الأمم

لا درّ درّ زمان عنك أبعدني ... فقد دنا بي إلى الأحزان والألم

لا تحسبن جوابي عنك آخره ... تأخير ودّ ولا تغضب ولا تلم

<<  <   >  >>