نظرت نحوي ورقراق السني ... يخطف الأبصار عن طرف عليل
حكم الله لقلبينا على ... قلق القرط ووسواس الحجول
زاد شوقي يا حمامات اللوى ... عالمينا ببكاء وعويل
أنا أولى بنواح وبكا ... لا بليتين بوجدي وغليلي
ليت شعري والأماني ضلة ... هل صبا نجد إلى الغيد رسولي
يا صبا نجد ومن لي لو دعت ... رجع قول أو أصاخت لسئول
أنت أدرى يا هناتي بالجوى ... خبر يهم يالك الخير وقولي
لو رأى وجه سليمي عاذلي ... لتفارقنا على وجه جميل
بشرت سلمى عذولي بالنوى ... آه مما أودعت سمع العذول
وقال
حيث فاحيت بالمدام معاشراً ... حضروا وما ألبابهم بحضور
في حيهم صرعى وما استهدوا وهم ... نشوى وما مزجوا الهوى بخمور
وقال
غادرتموني للخطوب رديئة ... تغدوا عليّ صروفها وترح
ما حركت قلبي الرياح إليكم ... إلا كما يتحرك المذبوح
وقال من قصيدة
هل في القضية أن يشايعك العدي ... في ليلة فاجيت فيها سهاها
هب أن للشامي فيها بالسهى ... نسباً فأين هم وبدر دجاها
ليت التي بعثت إليّ خيالها ... أذنت لعيني أن تذوق كراها
ومنها
طرقت تخطي رقبة الواشين بي ... وعيونهم مطروفة بكراها
وأنا وموار اليدين نلوذ في ... سخف الخيام كأننا طنباها
وله أيضاً
يا لهف نفسي على شباب ... أفنيت في عصره جميعى
كان شفيعي إلى الغواني ... فمن شفيعى إلى شفيعى
إن الدراري على نواها ... أدنى من الغادة الشموع
وقال
أيا ريح الصبا إن جئت نجداً ... فجدد بالظباء العين عهدا
لقد أرضعتني ثدي الأماني ... وشبت وما بلغت به أشدا
وكم رقت على طوال ليلي ... ذوائب ذلك الرشا المفدى
وما نجد وأين ظباء نجد ... سقى الرحمان ماء الحسن نجدا
وقال
لله ما فعل المشيب ... على فراقك في شبابي
أقذى عيون الغانيات ... وفت في عضد الصحاب
ظلم كسفن مطالبي ... وتقلن في وجه التصابي
غبّرن في وجه النديم ... ورنقت صفو الشراب
الله لي من أبقع ... صبغت حلوكته ثيابي
أقوى وأبلغ في القطي ... عة من دعاء مستجاب
وافاك في برد الغراب ... ينعى الصبا نعي الغراب
ألبسته ثوب الشباب ... فكان أكذب من سراب
فإذا خضبت بياضه ... ضحك المشيب على خضابي
ولنقتصر مما أردنا ايراده على هذا المقدار. فقد طال الاحتيار وطار. وليس فيه الأكل طيب مختار. ومن تجنب الاعتساف. وتجل من الانصاف بجميل الأوصاف علم صدق ما أدعيته فيه. وتحقق إني لم أوفد ولا أوفيه.
يفنى الكلام ولا يحيط بفضله ... أيحيط ما يفنى بمالاً ينفد