بسطور تسلسلت كعذار ... في بياض حكاه خد أسيل
غرضي أنني رفيق نكات ... عبد رق شفيعه التأميل
أنا داع وليس قصدي إلا ... موطناً فيه دعوني لا تجول
لا أرى غير أن يكون لحجى ... سبباً والقبول حيث الرسول
إن نفسي إليه ذات اشتياق ... وفؤادي بحبه متبول
لم أقل ولنى القضاء لخوفي ... إن دهري محاسب ما أقول
فاغتنم فرصة الصنيعة إني ... ناهل والأكف منك سيول
لا تكلني إلى الحظوظ فعندي ... لحظوظي إذا نظرت دخول
كم لمولاي من يد عند غيري ... وهي بيضاء ما بها تقبيل
فلئن حزتها وساعد دهري ... فلها في سواد عيني حلول
ولها إن حرمت صبر جميل ... ولها إن منحت شكر جزيل
يا وحيداً وافيته بمديح ... ذي خصوص وفي ثناه شمول
بطوء مدحي ما كان إلا لأمر ... جال فكري به فطال الذهول
وهو أني حاولت وصفاً بديعاً ... فيك يرضى ففاتني التعجيل
والآن الأيام قد وقعدني ... بك والدهر في الوعود مطول
وإذا كان ما يراد نفيساً ... فعجيب أن يسرع التحصيل
أنت أعلا من النجوم محلا ... وعسير إلى النجوم الوصول
طال تقششي الزمان وقلبي ... بك لا عنك بالسوي مشغول
حزت دون الأنام عرضاً عريضاً ... أين لي مثله ثناء طويل
وإذا كان ما يعطل عذراً ... واضح النهج يحسن التعليل
إنما كنت في طلابك ليلاً ... علقت بالصباح منه الذيول
كنت من صدمة الخطوب جواداً ... أدهماً ثم راقني التحجيل
فتنائى على علاك حبيس ... إنما للرياض يهدي الهديل
قد مدحت الأنام قبلك لكن ... لا لأمر لي عنك منه بذيل
كنت كالكاتب المجرب خطا ... وهواه لخطه التكميل
فتمتع من ذا النظام بعقد ... زانه في مديحك التفصيل
درر كلها وسائط إذ لم ... يحظ قبلي بنظمهن الفحول
ثقبتها يداي بكرا وهذا ... أثر السلك في الخلال ضئيل
هذه سيدي قصيدة عبد ... شعره مثل طبعه مصقول
نفثت في العقول سحراً وجادت ... مثل ما جاءت السلاف الشمول
فترشف بكاس سمعك منها ... رشفات تزداد منها العقول
هذبت حقبة فجاءت كخود ... خفر زانها وطرف كحيل
إنما الشعر كالوليد إذا ما ... زاد تهذيبه يزيد القبول
لا تضع سعيها وحاشاك عنه ... إن طرفي إذا فعلت همول
فضل نظمي على اللآل إني ... قلته وهو في علاك مقول
وابق رغم الحسود غيظ عدو ... ظلا أمن الصديق منك ظليل
ما سمت نفسك الشريفة للفخر ... وما دام طوعها المامول
إن هذا هو الدوام وحقاً ... ذاك عندي دعائي المقبول
وقال يمدح بعض أكابر عصره
ما همت بعدك أشفي العين بالأثر ... إلا عثرت بقلب ضل بالأثر
ولا ذكرتك مشتاقاً على وله ... إلا وأشفقت من دمعي على بصري
لم أكتحل بالكرى شوقاً إليك ولا ... خاط الجفون سوى ميل من السهر
يا حبذا عهدنا في جوّ كاظمة ... صافي المشارب ضافي الظل والسمر
تشارف اللهو فيه خوف مرتقب ... إن ازديار الغواني صيبة الحظر