للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سيد تفرع من دوحة النبوة والرسالة. وأيد ترعرع في روضة الفتوة والبسالة. زبدة سلالة السراة من لؤي بن غالب. ونتيجة مقدمات القضايا التي هي للعدل والجور موجبات سوالب. تاط طرف مجده بين الرئاسة والسيادة وجمع بين كرم الأصل والخطاب الفصل فاجتمعت له الحسنى والزيادة وآباؤه من سادات كوكبان الأعظمين وأئمة الزيدية المتسمين بأمرة المؤمنين الذين أرغموا أنف الدهر بشمم أقدارهم واركوا أديم الخطوب بهمم اقتدارهم فطلعوا في آفاق الشرف شموساً وأقماراً واقتطفوا من حدائق الرئاسة زهوراً وماراً وما زالوا هناك مستولين على تلك الحصون والأطراف منازل الأشراف حتى غزت جيوش بني عثمان اليمن واستولت على القصور منها والدمن فنازلوهم في ديارهم وحصونهم وظهروا على ظاهرهم ومصونهم وشددوا حصارهم وفرقوا أنصارهم إلى أن جنحوا للسلم قسراً فتركوهم في مواطنهم كأنهم أسرى ثم دالت الدول ونال أواخرهم ما لم ينله الأول كما سيأتي ذكره مجملاً إن لم يكن مفصلاً وكوكبان هذا مقر ملكهم ومستقر ملكهم وهو حصن على جبل باليمن ينيف بقلة سماء ويخوض براسه في عنان السماء تسقط قوادم الأبصار قبل الوقوع عليه وتهمي خوافي اللحاظ دون التلحيق إليه وأخبرني من رأه أنه يرى من مسيرة ثلاثة أيام ولما دخلت العساكر العثمانية إلى الأقطار اليمنية كان كبير السادة المذكورين الامام شرف الدين جد السيد محمد المذكور ثم عمه السيد مطهر بن شرف الدين فأظهرا الطاعات للسلطان واذناً في الخطبة له في تلك الأوطان وكتبا بذلك إليه وعرضا طاعتهما عليه ثم وقع بينهما وبين الأمراء الرومية جدال أفضى بهم لى جلاد وقتال.

ولما بلغ ذلك السلطان سليمان كتب إلى السيد مطهر بن شرف الدين هذا الكتاب وضمنه شديد التهديد والعتاب وصورته هذا مثالنا الشريف السلطاني وخطابنا المنيف الخاقاني لا زال نافذاً مطاعاً بالعون الرباني والمن الصمداني أرسلناه إلى الأمير الكبير العون النضير الهمام الظهير الشريف الحسيب الأديب النسيب فرع الشجرة الزكية طراز العصابة العلوية نسل السلالة الهاشمية السيد مطهر ابن الامام شرف الدين نخصه بسلام أتم وثناء أعم ونسند لعلمه الكريم أنه لم يزل يتصل بمسامعنا الشريفة العالية المنيفة اخلاصه لدينا وقيامه بقلبه وقالبه في مرضاة سلطنتنا والانقياد لجنبانا وبمقتضى ذلك كان حصل شكرنا التام وثناؤنا العام على مناصحته ولما برزت أوامرنا الشريفة سابقاً بتعيين وزيرنا الأعظم والدستور المكرم سليمان باشا إلى البلاد الهندية لفتح تلك الولاية السنية احياء لسنة البلاد وقطعاً لدائرة أهل الكفر والعناد فاستبشر لذلك كل مسا فرحاً وسروراً ووقع ما قدر الله وكان أمر الله قدراً مقدوراً فرجع وزيرنا المشار إليه ووجد طائفة من اللوتدية تملكوا بلاد زبيد من المملكة المحمية وحصل منهم غاية المشاق وأذى الرعية وزاد ظلمهم وجورهم على العباد وعم ضررهم كل حاضر وباد فتتبع آثارهم وقطع دابرتهم واستنقذ الرعايا من أيديهم وصارت مملكة زبيد من جملة ممالكنا الشريفة وعادت إلى أعتابنا العالية المنيفة.

<<  <   >  >>