وكم من سيد ندب تمنى ... يكون لسرج عبدكم ركابا
وذي تاج يفاخر لو يداني ... لارفع عيسكم نسباً قرابا
وأنت أجل من يدعي لجلي ... وأزكى من زكى أصلاً وطابا
وهز إلى المكارم منه عطفاً ... وثار لكسب منقبة وثابا
وسار جميله في كل قطر ... وشاهد فضله من كان غابا
وليس لآل طه من مجير ... سواك إذا سطا زمن ونابا
ويأخذ ثارهم من كل باغ ... ويسكن من مروعهم اضطرابا
ومثلك من ينيل بلا سؤال ... ويرغب في الثواب إذا أنابا
ويصطفد الحوامل والمتالي ... وينتهب المسوّمة العرابا
ويبتدر الوفود بحسن قول ... وجود يخجل القطر الربابا
وعز لو حوته الأرض أضحت ... تباهي في معاليها السحابا
وتلك فضيلة لك من قديم ... خصصت بها اصطفآءً وانتخابا
سلكت بها سبيل أب كريم ... بدا بسماء كل علا شهابا
وجدد للمآثر شاد بيتاً ... أجد لكل قصد مستجابا
وأنت الشمس منزلة وصيتا ... وذو الأشبال قهرا واحترابا
ألا يا أغزر الفضلاء علماً ... وأطهر كل ذي تقوى ثيابا
وارحب كل ذي عز جنابا ... وأضرب كل من ضرب القبابا
أقلتي عثرة قد كدت أقضي ... بها أسفاً وهبنيها مثابا
وهب لي زلة قد نغصتني ... على وجل طعامي والشرابا
ولا تلزم ذنوب الدهر قنا ... أناب إليك ملتجاه وآبا
وعد بالبر إحساناً لمن قد ... تعود وصل عائدك احتسابا
وسرّ بعز قرب منك عبداً ... يؤمل من جميلك أن يثابا
وأصلح فاسد الأحوال منه ... وأبدله من الخفض انتصابا
وحز بجميل فضلك منه شكراً ... يفوق المسك نشراً وانتسابا
وعبدك عاجز كلٌّ ضعيف ... أسير سامه الزمن اغترابا
وخذها أيها المولى فتاة ... نضت مقلة لسيدها النقابا
بنية ساعة من طبع رق ... ترق إذا سمعت لها خطابا
بها الجوزاء قد علقت نطاقا ... كذا الكف الخضيب صبا خضابا
ولو بلغت معاصرة جريراً ... لهز العطف منه بها اعتجابا
صبت شوقاً لعز حضور مولى ... وسارت وهي تنجذب انجذابا
وجدّ بها إلى لقياه وجد ... أجدّ لنار صبوتها التهابا
تمادى الوقت فيها عن زفاف ... فأبدت ضيقة العنس اكتئابا
وخافت أن يشيب لها قذال ... ولم تسعد بحضرته كعابا
أتتك تجر مطرقها حياء ... وتسيل فضل بردئها حجابا
لتنشق طيب أخلاق غوال ... إليها كل غالية تصابى
وتسال منك للعاني فكاكاً ... وتأمل منك للجاني مثابا
وتلتبس القبول له مآلا ... وتقتبس الوصول له مآبا
فلا يرجع لها مولى سوالاً ... فترجع مثل من أكدى وخابا
ودم لا زال جدك ذا سمو ... وغيث نداك ينصبّ انصباب
ولا برحت ربوعك عامرات ... تناخ به أمانينا خصابا
ولا فتئت جواري الوفد تجري ... إليك لتستثيب وتستثابا
وقال يمدح الميرزا محمد طاهر كاتب الوقائع لسلطان العجم
أوجهك أم برق تالق أم بدر ... ولفظك أم در تناثر أم سحر
وقدك أم غصن يرنحه الصبا ... وردفك أم موج به قذف البحر
وفتانة العينين عذّرته الهوى ... فمال لمعنى لا يهيم بها عذر
تبسم عن ثغر كان رضابه ... إذا زين ماء المزن شيب به الخمر
بنفسي من زارتني ليلاً بهمة ... يسايرها من صبح طلعتها فجر
فقالت سلام قلت أهلاً ومرحباً ... بمن زار غياً بعدما نفد الصبر