فهي التي آلت اليّة صادق ... أن لا تجاورها الهموم بموضع
مع كل ساحرة اللحاظ كأنما ... ترنو بناظرتي مهاة مرضع
وكأنما تثني على شمس الضحى ... أما هي انتقبت حواشي البرقع
وكأنما وضع البرى منها على ... عشر تعاوره الحيا أو خروع
يا من يفر من الخطوب وصرفها ... إني أراه يفر عنها يتبع
لذ بالوزير فإنما تأوى إلى ... الكنف الأعز المنع ابن الأمنع
ملك رقى درج الفخار فلم يدع ... فيها لراق بعده من مضمع
وتناولت كفاه أشرف رتبة ... لو قام يلمسها السهى لم يسطع
أندى من الغيث الملث إذا اجتدى ... أحمى من الليث الهزبر إذا دعى
التارك الأبطال صرعى في الوغى ... فكأنهم اعجاز نخل منقع
يذر الجماجم في المكر سواقطاً ... سقط الثمار من المحب الزعزع
أفديه وهو على أغر محجل ... ظامي الغصوص سليم سبر الأكرع
نهد المراكل واللبان بعيد ما ... وضع العنان به عصيّ طيّع
فكأنه لما استقام تليه ... مضع تلقف نباة من برقع
في جحفل كاليمّ إلا أنه ... لا ماء فيه غير لمع الأدرع
حتى ترجل للصلاة ولم نجد ... أسداً يصلي قبله في مجمع
بيناه أفتك فاتك أبصرته ... في النسك أخشع خاشع متخشع
حييت يا كسرى الملوك تحية ... تربى على كسرى الملوك وتبع
يا ابن الأولى جعلوا مراكز سمرهم ... حب القلوب بكل يوم مفظع
واستبدلوا للبيض من أغمادها ... في الحرب هامة كل ليث أروع
النازلين من العلى في رتبة ... هام السهى منها بأدنى موضع
ما حدثت نفس امرءٍ ببلوغها ... إلا ومات بغلة لم تنفع
وإليك من عرب الكلام خريدة ... جآتك مسفرة ولم تتبرقع
عذراء أولى ما جلاه لناظرٍ ... نظمي وأول ما تلاه لمسمع
من شاعر ذرب اللسان مفوه ... طب بتركيب القوافي مصفع
فاضمم عليه يديك تحظ بآحظ ... أزكى من المتقدمين وأبرع
فليسمعنّك إن بقى لك بعدها ... ما تستبين لديه ذل الأشجع
قال مؤلفه عفا الله عنه لما وقفت على هذه القصيدة راق لي هذا الوزن والروي فأحببت أن الظم عليها وبالله التوفيق
يا دار مية باللوى فالأجرع ... حياك منهمل الحيا من أدمعي
وسرى نسيم الروض يسحب ذيله ... بمصيف أنس في حماك ومربع
لو لم تبيتي من أنيسك بلقعا ... ما بت أندب كل دار بلقع
لم أنس عهدك والحبة جيرة ... والعيش صفو في ثراك الممرع
أيام لا أصغي للومة لائم ... سمعاً وأن تفر الصبابة أسمع
حيث الربا تسري برياها الصبا ... والروض زاهي النور عذب المشرع
تحنو عليّ عواطفاً أفنانه ... عند المبيت به حنو المرضع
والورق في عذب الغصون سواجع ... تشدو بمراي من سعاد ومسمع
كم بت فيه صريع كاس مدامة ... حلف البطالة لا أفيق ولا أعي
أصبو بقلب لا يزال موزعاً ... في الحب بين معمم ومقنع
مستهتر طوع الصبابة في هوى ... قمري جمالٍ مسفراً ومبرقع
ما سآني أن كنت أول مغرم ... بجمال رب ردا وربة برقع
يعتادني زهو الشباب وعفتي ... فيه عفاف الناسك المتورع
لله أيامي بمنعرج اللوى ... حيث الهوى طوعي ومن أهوى معي
لم أنسه والبين ينعق بيننا ... متصاعد الزفرات وهو مودعي
إن شب في قلبي الغضا بفراقه ... فلقد ثوى بالمنحني من أضلعي