للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إليك بعثناها أمانيّ أجدبت ... لتسقى بمزن من أياديك هتان

أجرني إذا أبدى الحساب جرائمي ... وأثقلت الأوزار كفة ميزاني

فأنت الذي لولا وسائل عزه ... لما فتحت أبواب عفو وغفرن

عليك سلام الله ما هبت الصبا ... وماست على كثبانها ملد أغصان

وحمل في جيب الجنوب تحية ... يفوح بمسراها شذا كل ديان

تحيي علياً عرفها وأريجها ... يولي على سبطيك أوفر رضوان

إليك رسول الله صممت عزمة ... إذا أزمعت فالسخط والقرب سيان

وخاطبت منى القلب وهو مقلب ... على جمرة الأشواق منه قلبان

فيا ليت شعري هل أزم قلايصي ... إليك بداراً أو أقلقل كيراني

وأطوي أديم الأرض نحوك راجلاً ... نواحي المهارى في صحاصح قيعان

يرنحها فرط الحنين إلى الحمى ... إذا غرد الحادي بهن وغناني

وهل تمحون عني خطايا اقترفتها ... خطا لي في تلك البقاع وأوطان

وماذا عسى عنا يقال وإن لي ... بآلك جاهاً صهوة العز أمطاني

إذا ندّعن زوارك الباس والعنا ... فجود ابنك المنصور أحمد أغناني

عمادي الذي أوطا السماكين أخمصاً ... وأوفى على السبع الطباق فأوفاني

متوج أملاك الزمان وإن سطا ... سيوفاً عظاماً في معاقد تيجان

وقاري أسود الغالب بالصيد مثلها ... إذا اضطرب الخطيّ من فوق خذران

هزير إذا زرا البلاد زئيره ... تضاءل في أجناسها أسد خفان

وإن أطلعت جيش القتام جيوشه ... وأرزم في مركومه رعد نيران

صببن على ارض العداة صواعقاً ... أسلن عليهم بحر خسف ورجفان

كتايب لو يعلون رضوى لصدعت ... صفاه الجياد الجرد تعدو بعقبان

عديد الحصا من كل أروع معلم ... وكل كميّ بالرديني طعان

إذا جن لي الحرب عنهم طلا العدا ... هدتم إلى أوداجها شهب خرصان

من اللاء جرعن العدا غصص الردى ... وعفرن في وجه الثرى وجه شنان

وفتحن أقطار البلاد فأصبحت ... يؤدي الخراج الجزل أملاك سودان

امام البرايا من عليّ نجاره ... ومن عترة سادوا الورى آل زيدان

دعائم ايمان وأركان سودد ... ذووهم بها قد عرست فوق كيوان

هم العلويون الذين وجوههم ... بدور إذا ما أحلكت شهب أزمان

وهم آل بيت شيد الله سمكه ... على هضبة العلياء ثابت أركان

وفيهم فشى الذكر الحكيم وشيدت ... بفضلهم آيات ذكر وفرقان

فروع ابن عم المصطفى ووصيه ... فناهيك من فخرين قرباً وقربان

ودوحة مجد معشب الروض بالعلى ... يجود بأمواه الرسالة ريان

بمجدهم الأعلى الصريح تشرفت ... معدّ على العربا عاد وقحطان

أولئك فخري إن فخرت على الورى ... ونافس بيتي في الولا بيت سلمان

إذا اقتسم المداح فضل فخارهم ... فقسمي بالمنصور ظاهر رجحان

امام له في جبهة الدهر مبسم ... ومن عزه في مغرق الدم تاجان

سما فوق هامات الملوك بهمة ... يحوم بها فوق السموات نسران

وأطلع في أفق المعالي خلافة ... عليها وشاح من علاه وسمطان

إذا ما احتبى فوق الأسرة وارتدى ... على كبرياء الملك نخوة سلطان

توسمت لقمان الحجى وهو ناطق ... وشاهدت كسرى العدل في صدر ايوان

أيا ناظر الاسلام سم بارق الحمى ... وباكر لروض في ذرى المجد فينان

<<  <   >  >>