ومن مؤلفاته روض الأس. العاطرة الأنفاس. في ذكر من لقيته من أعلام مراكش وفاس. ومنها كتاب الشفا. في بديع الاكتفاء. وقطف المهتصر. من أفنان المختصر. وذلك غير نثره فمن قوله من جملة رسالة أين الاسكندر ويونانه. وشداد وبنيانه. والنمرود وعدوانه. وفرعون وهامانه. وقارون وطغيانه. وكسرى أنوشروان وإيوانه. وقيصر وبطارقته وأعوانه. وسيف بن ذي يزن وغمدانه. والمنذر ونعمانه. إلى أن قال وأين بنو عبيد وظلالهم. وبنو بويه وجلالهم وبنو سلجوق ونظامهم. وبنو سامان واعظامهم وبنو أيوب وصلاحهم. والجراكسة ومبانيهم وسلاحهم ثم قال في ملوك المغرب. وأين عبد الرحمن الداخل وامرؤه. والناصر وزهراؤه. والحاكم ووزراؤه. والمؤيد وظهراؤه. أم أين المنصور بن أبي عامر وغزواته ومواليه والمظفر وأدواته ومعاليه. أم أين بنو أحمر وعلاهم. وأوصافهم وحلاهم وبنو أجهور وحزمهم. وبنو أباديس وعزمهم. وأين معتضد بني عباد. ومعتمدهم الذي سنا كرمه للمعتفين باد. وبني ذي النون ومزيتهم. وبنو اصد ومريتهم. وبنو الأفطس وبنو هود. وما كان لهم من المكارم في المحفل المشهود. وأين لمتونه. وصبرهم الذي ركبوا متونه. أم أين الموحدون وناصرهم ومنصورهم. ومصانع وقصورهم أم أين بنو الأحمر وغرناطتهم. وإزالتهم أدناس المعتدين وإماطتهم. أم أين بنو مزين وفارسهم. ومغانيهم ومدارسهم. وأين بنو ريان ومنازلهم الشاهقة. وأشجار غروسهم الباسقة. وأين الحقصيون. ومستقرهم الذي قضى للمعالي الديون وأبو فارس الذي شنفت بأخباره أذان الطروس والفهارس. طحنت والله الجميع رحى المنون. وتأيمت الأزواج وتيم البنون. وطالت الأيام والسنون. وبقيت القصور العالية خالية والرسوم المتكاثرة. والسلوك المنظمة متناثرة. وعن قريب يقف الكل بين يدي رب الأرباب. في كل يوم تذهل فيه الألباب. وتنقطع إلا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله الأسباب. ويقتص للمظلوم من الظالم. وتنبهم للنجاة الطرق والمعالم. وتبلي السراير لدى من هوبها عالم. يوم تجد كل نفس ما علمت من خير محضراً وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أبداً بعيداً. يوم يحكم الله في الخلق بالحق حسبما سبق في علمه إذ جعلهم قريباً وبعيد. وشقياً وسعيد. اللهم اجعلنا في ذلك اليوم العصيب ممن فاز بالنجاة. وحاز شفاعة نبيك ومصطفاك ذي الحرمة والجاه. صلى الله عليه وآله وسلم. وشرف وكرم. ومنه قوله من كتاب كتبه إلى شهاب الدين أحمد بن شاهين وصدره بهذه الأبيات
يا من له طاير صيت علا ... في الجو فاصطاد الشريد الشديد
يا نجل شاهين البديع الحلى ... تمل بالعز الطويل المديد
وفز بخصل السبق بين الملا ... وسر بنهج للمعالي سديد
ورد مع الأحباب عذباً حلا ... منتظماً در الأماني البديد
وأرفل على طول المدى في ملا ... مسرة رافت وعز جديد
تبدى الذي في الأجياد من عوارفه أطواق. وفي البلاد من معارفه ما تشهد به الفطرة السليمة والأذواق. وتسند إلى مجده المطنب الذي لا يخط له رواق الأشواق وتعمر بفرائده من الآداب الأسواق. وتنقطع دون نداه. السحب السواكب. وتقصر عن مداه في السمو المواكب. والله سبحانه له واق. المولى الذي ألقت إليه البلاغة أفلاذها واتخذت البراعة طاعته عصمتها وملاذها. إذ بدا فزادها وأفذادها. وأمطرت سماء أفكاره على كل محب وكاره. طاير في جوا ومستقر في أوكاره. صيبها ورذاذها وفاخرت دمشق بعلاه أقطار البسيطة ويغذاذها. ومنه وأنت الذي نفست عني مخنقاً وأصفيت مشربي وكان مرتقاً. وكاثرت بما به أثرت وما استثارت رمل النقاء. فلو رآك المأمون بن الرشيد. لعلم أنك المتمني ببيتي الغناء الذي غني به والنشيد
وإني لمشتاق إلى قرب صاحب ... يروق ويصفو إن كدرت عليه
عذيري من الانسان لا إن جفوته ... صفا لي ولا إن كنت طوع يديه