للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعينان قال الله كونا فكانتا ... تنزه عن التشبيه وانج بلا وجد

بروحك أم لا فالسهام صوائب ... فؤادك فاحذر أن تصاد على عمد

فكم لسهام العين في القلب رشقة ... وكم بفؤاد الصب من رشقها المردي

تركن ذوي الألباب حيرى عقولهم ... مهتكة الأستار في الوصل والصد

ففي قربهم بالدلّ يصطدن لبناً ... وبعدهم بالهجر وقدٌ على وقد

بكلٍ تداوينا ولم يشف ما بنا ... على أن قرب الدار خير من البعد

بلى ليس بعد الدار يا صاح ضائراً ... إذا كان عبد الله منتجع الوفد

شهنشاه شاه قطب شاه ملكينا ... ووالي ولاة الأمر مشرعة الرفد

مليكاً سمى فرع السماكين راقياً ... إلى رتبة علياء ذات ءلىً نهد

مليكاً لدى العلياء تعنو لبأسه ... أسود الشرى هيهات ما صولة الأُسد

مليكاّ إذا ضاق الزمان توسعت ... خلائقه الحسنى فجاءت على القصد

وإن ناب خطب معضل قام رأيه ... مقام جيوش عزّقت في ضفا السرد

ودبر ما الأملاك حافلة به ... فيتضح المقصود من غير أن يبدي

وقام مقام الجيش إسفار وجهه ... فلا مقطب يوماً ولا هو بالصلد

يفكر في أمر أراد تقضياً ... وإلا فأمر همه ليس عن عمد

ويشمل كلّ العالمين نواله ... فيوسعهم جوداً ينوف عن العد

إذا شئت أن تخصي فواضل كفه ... فذلك شيءٌ ضاق عن حصره جهدي

تظل ملوك الأرض خاضعة له ... فجبارهم عند الملاقاة كالوغد

ذليلاً حقيراً ليس يدري أمالكاً ... تملك أم قنّاً من الذل والكد

له هيبة قد ألبس الله وجهه ... بهاءً ونوراً شاهدين على السعد

فطالعه المسعود والجد عبده ... كذا السعد رقٌ قام منزلة العبد

واقباله لما يزل مترفعاً ... إلى أن رقى الأفلاك بالعز والجد

يرى القطب والنسرين شسعاً لنعله ... كذا الشمس من خدّ امه وذوي الوجد

هو الملك المنصور ذو الفخر والعلا ... ورب الندى والأمر والحل والعقد

ورب المعالي والعوالي وبيضها ... وخيل لدى البأس المطهمة السرد

ولابس ضافي النسج مسرود حوكها ... كنذر كغدر كالثواقب كالصلد

صنائع داود مواريث أحمد ... ملابس عبد الله مالكنا المجدي

وقطب ملوك الأرض دام علاؤه ... ودمنا زماناً راتعي عيشه الرغد

فأكرم بظل الله في كل أرضه ... ونجل ملوك منتمين إلى جد

له عزة موروثة عن جدوده ... يقصر عنها كل ذي حسب فرد

نجوم سماءٍ بل بدور مواكبٍ ... شموس أراضٍ أُلبست حلل المجد

صغيرهم في المهد للملك خاطب ... كبيرهم للنيرات على مهد

تمهد سبل مذ كان منهم ... مليكٌ ترقى صهوة الطهم والجرد

وما زال منهم حيث كانوا مسودٌ ... له الملك بعد الله حتى إلى السد

وذلك فضل الله يؤتيه من يشا ... فشكري لربي مع ثنائي مع حمدي

على أنني قد صرت بعض عبيده ... ومن حزبه أو من اسنته الملد

ومن بعض غلمانٍ له أو عشيرةٍ ... ومن جنده أو من صوارمه القد

وذلك شيءٌ لم تنله أوائلي ... على أنهم حازوا المفاخر من أُدّ

أئمة دين الله ورّاث عمله ... وخزّان وحي الله في كل ما يبدي

بفضلهم جاء الكتاب مبيناً ... ببغضهم الأضداد تقذف بالهد

وهم عترة المختار من آل هاشم ... وأهل العلي من خيرة الصمد الفرد

<<  <   >  >>