الشهم الذي جمع أشتات المعالي فلم يترك شيئاً ولم يدع. الهمام الذي ما تناهيت في وصفي مناقبه إلا وأكثر مما قلت ما أدع. بدر أفق الملك الذي لم يكن في غرة الشهر هلال. حائز أزمة المجد بيمينه ولو شاء حازها بالشمال. قادح زناد السعاده. ساحب ذيل الفخر والسياده. طراز العصابة الهاشمية الأسمى. فرع الشجرة الزكية التي أصلها ثابت وفرعها في السما. واسطة عقد المجد والشرافه. تاج الشرفاء وصدر الخلافه. ناشر لواء العدل والفضل والمنن. سيدنا ومولانا الشريف زيد بن محسن بن الحسين بن الحسن
نسب كان عليه من شمس الضحى ... نوراً ومن فلق الصباح عمودا
نسب تحسب العلى بحلاه ... قلدتها نجومها الجوزاء
خلد الله دولته الفاخره. وأفاض شآبيب الرحمة على أصوله الظاهره. فرغب في السيدة الجليله. الشريفة المثيله. المحجبة في كلل المجد حتى عن أعين الكواكب. المحروس حجابها المنيع بسمر القنا وبيض القواضب. الممدود عليها ظل والدها سيدنا ومولانا المقام الكريم العالي. الراقي بحسبه ونسبه إلى أوج المعالي. واسطة عقد الفخر الثمين. رافع راية المجد باليمين. جامع شيم العز المنيع. حائز سجايا الجلالة والمهابة والشرف الرفيع. خلاصة بني الزهراء البتول. فرع الشجرة المتصلة بالوصي والرسول. راوي حديث الجلالة عن أسلافه الكرام حاوي قديم المجد عن أجداده ملوك هذا البيت الحرام. الذابين عن حريم حرمه بالسمهري والحسام صفوة السادة الأشراف وخلاصة آل عبد مناف ذي البسالة التي لا تضاهي. والصرامة التي لا تذيب الصوارم إذا انتضاها. والمناقب التي يعترف المدره البليغ بالعجز عن استقصاها. سيدنا ومولانا السيد حمزة بن موسى بن بركات. صان الله حجابها وأطال بقاء والدها وأفاض على أسلافه سحائب الرحمات. الآذن لي في تزويجها على كتاب الله وسنة رسوله وعلى مهر أمثاله المعلوم. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من جميع الذنوب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم الحمد لله إن الحمد لله نحمده ونشكره. ونستهديه ونستنصره. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا. وسيآت أعمالنا. من يهد الله فلا مضل له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمداً عبده خير نبي أرسله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ما هبت الرياح المرسله. ومن نظمه قوله مادحاً سيد البشر. والشافع المشفع في المحشر. صلى الله عليه وآله وسلم وسماها جواهر التاج. في مديح صاحب المعراج. وكان نظمه لها في عام زيارته وهو عام أربع وخمسين وألف.
طال المقام على ارجوحة الصغر ... وبالغ الشيب في التحذير والنذر
وجيش ليل الصّبا فرت كتيبته ... لما أتى جيش صبح الشيب بالبتر
فأغسل بدمعك جفناً بات مكتحلاً ... بنومه واكتحل من إثمد السهر
وانهض لتصقل مرآة البصيرة من ... غين الغشاء وما للذنب من أثر
إن الذنوب وإن جلت فإن لها ... إيتاء ساحة طه سيد البشر
فشد حزم مطايا قصده وأنخ ... ببابه والثم العتاب واعتذر
وقف تجاه شريف الوجه منه وقل ... أسندت ظهري من وزري إلى وزر
ولذ بمن تفد الأملاك محدقة ... به كما تحدق الهالات بالقمر
وناد يا نفس هذا البحر منهله ... عذب الورود روى صفواً بلا كدر
مدى شباك الرجا في مدّ لجته ... وادعى الإله لدى الشباك وانتظر
واستمطري غيث سحب الجود من يده ... وأذرى المدامع لا تبقي ولا تذر
فهو الشفيع المرجي يوم لا أحد ... سواه يشفع من خوف ومن خطر
أسرى به الله ليلاً ثم قرّبه ... وأم في ليلة الاسراء كل سرى
وشرف الملأ الأعلى وجاوزه ... يخب من خلع التشريف في حبر
ساد الخلائق من جن ومن ملك ... والرسل والناس من بدو ومن حضر
كم معجزات له جلت وأعظمها ... ما أفحم البلغاء اللسن بالحصر
أغناه عن مدح المدّاح قاطبة ... ما كان من ذاك في الآيات والسور