للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأمّا مَنْ فَتَحَ، فَقَالَ: إذَا قلتُ: أَوصى ثُمَّ أضافه المُتكلم إلى نفسه صارت الألف ياء، مثل قَضى وَقضيت وأوصَى وأَوْصَيْتُ، فإذا قلتَ قَضَانِي وَرَمَانِي صارت الياءُ ألفًا فاتبعوا اللَّفظ‍ الخطَّ‍، والكِسائيُّ جَرى عَلَى الأَصلِ، لأنَّ من خالفه في أَوصاني، فقد وافقه. «قَالَت إحداهما» في الإمالة.

وحجة الباقين أن «إحداهما» كُتِبَ في المُصحفِ بالياءِ «وَأَوْصَانِيْ» بالَألِف.

وقولُه تَعالى: {ذَلِكَ عِيْسَى ابنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الحَقِّ}.

قرأ عاصمٌ وابنُ عامرٍ: «قولَ الحقِّ» بالنَّصبِ جَعَلَ لَهُ مصدرًا كما تَقُولُ: قلتُ قولًا وقلتُ حقًّا، وقولَ الحقِّ: قولُ الله تَعَالَى: والعَرَبُ تقولُ: قالَ زيدٌ قولًا وقالَ قيلًا وقالَ قالًا: فيجعلون الواو ألفًا. وكذلكَ الياءُ في العَيْب والعَابِ، وفي حرفِ أُبيٍّ «ذَلِكَ عِيْسَى ابن مَرْيَمَ قَالَ الحَقّ».

والباقون يَرْفَعُوْنَ عَلَى تقدير: ذَلِكَ عِيْسَى ابنُ مَريمَ ذَلِكَ قولُ الحَقِّ مبتدأً وخبرًا، فعيسى قولُ الله وكلمةُ الله، ورسولُ اللهِ، وعبدُ الله، وروحُ الله، لأنَّه بقوله: «كُنْ فَيَكُونُ» فهي الكلمةُ، والقولُ. وسمّي روحُ الله، لأنّه كَانَ رحمةً عَلَى مَنْ بُعث إِلَيْهِ إذَا آمنوا بِهِ.

قولُه تَعالى: {وإنَّ الله رَبِّي وَرَبُّكُمْ}.

قرأ حمزةُ والكسائيُّ وعاصمٌ وابنُ عامرٍ: «إنَّ الله» بالكسر.

وقرأ الباقون: «وأن» بالفَتْحِ.

فمَن فَتَحَ أضمر فعلًا وقضى إن الله ربي وربكم. ومن كسر جعله ابتداء لأنَّ «إنَّ» إذَا كانت مكسورةً كانت ابتداء، واحتَجُّوا بأنَّ حرف أُبَىٍّ «إنَّ الله رَبِّي وربكم» بغير واو.

وقوله تعالى: {أولا يَذْكُرُ الإِنْسَانُ}.

قرأ نافعٌ وعاصمٌ وابنُ عامرٍ: «أَوَ لَا يَذْكُرُ» بالياء خفيفًا.

والباقون يُشَدِّدُوْنَ. وقد ذكرتُ علَّته في غيرِ موضعٍ.

وقولُه تَعَالَى: {إنَّه كَانَ مُخْلصًا}.

قرأ عاصمٌ وحمزةُ والكِسَائِيُّ: «مُخلَصًا» بفتحِ اللَّام.

أي أخلصهم الله واختارهم، أَعنى: الأنبياء مُوسى معهم فصار مخلَصًا.

<<  <   >  >>