للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لأنَّ العناد يدخل فيه الكفر، والمشاقة، والتَّثبيط‍، والتعجيز، إنَّمَا هو في نوعٍ من الخلاف فالعناد عامٌّ، والتثبيطُ‍ خاصٌّ.

قَالَ أَبُو عبدِ الله: وأمَّا أنا فأراه سَوَاءً، لأنّ من بطَّأ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد عانده. وأمّا قوله: {أُولَئِكَ لَمْ يَكُوْنُوا مُعْجِزِينَ في الأَرْض}.

فأجمع القراء على ذَلِكَ، ولا يجوز معاجزين هاهنا، لأنَّها تصير إلى معنى أُولئك لم يكونوا معاندين، وذلك خطأ، لأنهم قد عاندوا الله ورسوله، ومعنى معجزين أي:

سابقين. يقال أعجزني الشيء سبقني وفاتني، وهذا بيِّنٌ واضحٌ.

وقولُه تَعَالى: {ثُمَّ قُتِلُوا أَو مَاتُوا}.

قرأ ابنُ عامرٍ وحده ثُمَّ «قُتَّلُوا» مشدَّدةً أي: مرةً بعدَ مرةٍ.

وقرأ الباقون مُخففًا.

وقولُه تَعالى: {لِيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا}.

قرأ نافعٌ وحده «مَدْخَلًا» بفتح الميم جَعَلَهُ مصدرًا، أو اسمَ المكانِ من دَخَلَ يَدْخُلُ.

وقرأ الباقون «مُدْخَلًا» بالضَمَّ، وهو الاختيار لقوله: «لِيُدْخِلَنَّهُمْ» لأنَّه من أدخل يُدخل. كَمَا قَالَ تَعَالى: {أدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ}. ولم يقل: مَدْخَلَ.

وقولُه تعالى: {وأن ما يَدْعُونَ من دُونِهِ}.

قرأ أَبُو عَمْروٍ وحفصٍ، عَنْ عاصم بالياءِ. وكذلك في المُؤمن ولُقمان والعَنكبوت.

وقرأ نافعٌ وابنُ عامرٍ ضدّ ذَلِكَ.

وقرأ ابنُ كثيرٍ بالياء في كلِّ ذَلِكَ إلا في المُؤمن.

وقرأ حمزة، والكِسَائِيّ في العنكبوت بالتَّاء.

وقرأ عاصمٌ في روايةِ أبي بكرٍ في الحج، ولقمان بالتاء. فمن قرأ بالياء فهو إخبارٌ، عَنْ غيبٍ. ومن قرأ بالتاء فمعناه: قل يا مُحَمَّد لهَؤُلَاءِ الكفرة الَّذِيْنَ يعبدون الأصنام من دونِ الله إن الذي تَدعون من دونِ الله هو الباطلُ. إذ كان لا يُعقل خطابًا، ولا يَسمع صوتًا، ولا يَنفعُ، ولا يَضُرُّ. وإنما هو شيء يفتعلونه وينحتونه بأيديهم. فأيُّ جهلٍ أجهل من هذا؟ !

وفي هذه السورة ياء واحدة {بيتي للطائفين}.

<<  <   >  >>