للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {وبئر معطلة}.

كان نافعٌ لا يهمز «البئر» في رواية ورش.

وَأَبُو عَمْرو يُخَيِّرُ فيها إذا قرأ بترك الهمز.

والباقون يهمزون وهو الأصل. تَقُول العرب: بَأرْتُ البِئْرَ أَبْْأرُ وجمعُ البئر: أبأرٌ.

ويقال لحفرة تحفر كالشَّور: البؤرة بالهمز تشبيهًا بذلك. ويقال: للبئرُ الجُبُّ، ويقال لناحيتها الجالُ.

ويقال لها الرَّكِيَّة، والطَوِيُّ. وبئر ذمّة قليلة الماء، والماتِحُ الذي يسقى الماء، والمائح الذي ينزل إلى أسفل البئر فيغرف الماءَ بيده إذا قل ماء الركية.

قال الشاعر:

يا أيها الماتِحُ دَلْوِيْ دُوْنكَا ... إنِّي رَأَيْتُ النَّاسَ يَحْمَدُوْنَكَا

يثنون خيرا ويمجدونكا.

ويُقالُ البِئْرُ: الجِهِنَّام والرِّسُ والبئرُ مؤنَّثةٌ، تصغيرها بُئيرة.

سمعتُ ابنُ مُجاهدٍ يَقُولُ: قَالَ الأصْمَعِيُّ: سألتُ نافعًا عَنْ همز البئر، فَقَالَ: إن كانت العرب تهمزها فأهمزها. ويقال للبئر إذا كانت كثيرة الماء: بِئْر زغرب وَغَيَلَّم، وقليذم، وعرية. كل ذَلِكَ بمعنى قليذم.

وقولُه تَعَالى: {كألفِ سنةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ}.

قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي بالياء.

وقرأ الباقون بالتاء «مما تَعدّون» فالتاء للخطاب، والياء للغيب. ولم يختلفوا في «السّجْدَة».

فإن قَالَ قائلٌ: لم قَالَ تَعَالى: {وإنَّ يومًا عِنْدَ رَبِّكَ كَألْفِ سَنَةٍ}. وَقَالَ في موضع آخر: {فِيْ يَومٍ كَان مِقْدَارُهُ خَمْسِين أَلْفَ سَنَة}؟ .

فالجوابُ في ذَلِكَ: أنَّ يوم القيامة طويلٌ له أول، ولا آخر له. فقيل «خَمْسين ألفَ سَنة» أي: في شدَّة العذاب، لأنَّ له منتهى.

وقولُه تَعَالى: {في آياتِنَا مُعَاجِزينَ} في كل القرآن. ومعناه مبطئين عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وقرأ الباقون «مُعَاجِزِيْنَ» بألفٍ على معنى: مُعاندين، وهو الاعتداد عند المشيخة،

<<  <   >  >>