للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والجواب الآخر: أن الصلوات هاهنا بيوتُ النَّصارى يسمُّونها، صلواتًا.

حدَّثني ابنُ مجاهدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إدريس، عَنْ خَلف، عَنْ مَحبوب، عَنْ داود، عَنْ أبي العالية في قوله: {وَصَلَواتٌ وَمَسَاجِدُ} قَالَ: الصَّلَوَاتُ: بيوتُ الصَّابِئينِ يُسمونها صَلَوَاتًا. قَالَ الشَّاعِرُ:

إتَّقِ الله والصَّلاةَ فَدَعْهَا ... إنَّ في الصَّومِ والصَّلاةِ فَسَادَا

يَعنى بالصَّلاة في هذا البيت: بيتُ النَّصارى، وبالصَّوْمِ ذَوْقُ النَّعامِ.

قولُه تَعَالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ الله النَّاسَ}.

قرأ ابنُ كثيرٍ، وَأَبُو عَمْرو، يَقُولُ: «دَفْعُ اللهِ» بغير ألفٍ. «وإن الله يدْفْع» كمثل.

وكان أبو عمرو يقول: «يدفع» لَحْنٌ.

وقرأ نافعٌ «يُدافِعُ»، «وَلَوْلَا دِفَاعُ اللهِ» بألفٍ فيهما.

وقرأ الباقون، «يُدافِعُ» بألفٍ «وَلولَا دَفْعُ الله» بغيرِ ألفٍ، وهما لُغتان غير أن الدِّفاعَ: فعلُ من اثنين دافعته مثل ناظَرته، والدَّفعُ: من واحدٍ. وقد يكونُ فاعلت من واحدٍ، كقولهم: طارقتُ النَّعلَ، وعافاك الله وقد أشبعتُ ذَلِكَ في سورة البقرة.

وقولُه تَعَالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ}.

قرأ ابنُ كثيرٍ، وحمزة، والكِسَائِيُّ، أَذِنَ بفتح الألف، ويُقَاتِلُونَ بكسر التاء، والتقدير: أَذَنَ الله تَعَالى لِلَّذِيْنَ يُقَاتٍِلُوْنَ مَنْ ظَلَمَهُمْ، وكذلك التّقدير في قراءةِ الباقين.

وقرأ أَبُو عَمْروٍ، وَأَبُو بَكْر، عَنْ عاصمٍ، بكسرِ التَّاء، وضمِّ الألف.

وقرأ ابنُ عامرٍ: بفتح التاء، والألفِ جميعًا.

وقرأ عاصمٌ في رواية حفص ونافع: «أذن» بالضم «يقاتلون» بالفَتحِ.

وقولُه تَعَالى: {أهْلَكْنَاهَا}.

قرأ أَبُو عَمْروٍ وحده «أهلكتُها» «بالتاء كقوله» «فَكَيْفَ كانَ نَكِير» الله تعالى يخبر عن نفسه بلفظ‍ الواحد.

وقرأ الباقون «أَهْلَكْنَاها» بالنّون على لفظ‍ الجمع، وإن كان الله هو المخبر عَنْ نفسه. كَمَا قَالَ: {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيْشَتَهُمْ} والقريةُ لا تهلك، إنَّمَا يهلك أهلها. فإذا هَلَكَ الأهلُ تعطَّلت القرية.

<<  <   >  >>