للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقولُه تَعَالى: {نُسَاْرِعُ لَهُمْ فِيْ الخَيراتِ}.

روى أبو عمرو، عن الكسائي «نسارع لهم بالخيرات» من أجلِ كسرةِ التاءِ.

وقرأ الباقُون مفخمًا.

وفيها قراءة ثالثة، حدثني أحمد، عن علي، عَنْ عُبَيْدٍ أنّ عَبْد الرحمن بْن أبي بَكْرَةَ قرأ «يُسَارِعُ لهم» ومعنى هذه القراءة أي: يُسارع لهم إمدادنا إيَّاهُمْ بالمال، والبنين.

يقال: أمددته بالخيرِ، ومددته فِيْ الشِّر، كقوله تَعَالى: {ويَمُدُّهُمْ فِيْ طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُوْنَ}.

وقولُه تَعَالى: {إلى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ}.

قرأ عاصمٌ، وابنُ عامرٍ بفتح الرّاء.

والباقون بالضَمِّ.

وقد ذكرت علة ذَلِكَ فِيْ البقرة وفيها سبعُ لُغاتٍ قد ذَكرتُهنَّ هناك. ومعنى «ذَاتِ قَرَارٍ»، أي: إلى ربوةٍ: منحنى مرتفع، ذات قرار، أي: حول الرَّبوة منبسط‍ يجري فيها الماء. المعين يكون مفعولًا من العيون، ويكون فعيلًا من الماعون. والمعنى: قَالَ أَبُو عُبَيْدةَ: تَقُولُ العربُ: فلانٌ فِيْ رَبْوَةٍ من أهله أي: فِيْ عِزٍّ، ومَنَعَةٍ، وشَرَفٍ.

وقولُه تَعَالى: {وإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ}.

قرأ عاصمٌ، وحمزةُ، والكِسَائِيُّ «إنّ» بالكسرةِ، جعلوه استئنافًا، وتمامُ الكلامِ {بما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}.

وقرأ ابنُ كثيرٍ، ونافعٌ، وَأَبُو عَمْرو «وأنَّ» بالنَّصب عَلَى تقدير: «بأن الله بما تعملون عليم». ولأنَّ هذه، ف‍ «أنَّ» اسم مَعَ ما بعدها فِيْ موضع نصب، لمَّا فقدت الخافض، وجرٌّ عند الكسائي، وهذه نصب بأن. وأمتكم: خبر إنِّ، وأمةً بدلٌ منها.

وواحدة: نعتٌ الأمة فِيْ مَنْ رفع. وهي قراءة الحسن، وقراءة سائر الناس. «أمةً واحدةً» بالنصب عَلَى الحال.

وقرأ ابنُ عامرٍ «وأنْ هَذِهِ» بفتحِ الألفِ وتخفيِف النُّون عَلَى تقدير. ولأن هَذِهِ أُمتكم أو يكونُ مخففًا مِنْ مشدَّدٍ.

وقولُه تَعَالى: {سَامِرًا تَهْجُرُونَ}.

قرأ نافع «تُهْجَرُونَ» بالضَمِّ من أَهجر إهْجارًا: إذا أهذى. يقال أهجر المريضُ:

<<  <   >  >>