للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقولُه تَعَالى: {عَالِمِ الغَيبِ}.

قَالَ أَبُو عَمْرو، وابن كثير، وابن عامر، وحفص عن عاصم بالخفض، «سبحان الله ... عَالِمِ الغَيبِ».

وقرأ الباقون «عَالِمُ الغَيبِ» بالرّفع عَلَى الاستئناف، لأنّ بعد تمام أية، وشبيه بهذا «إلى صِراطِ‍ العَزِيزِ الحَمِيدِ}. الله» و «الله» كَذَلِكَ «عَمَّا يَصْفُوْنَ عالم» و «عَالِمِ».

وقولُه تَعَالى: {غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا}.

قرأ حمزةُ والكِسَائِيّ «شِقَاوتُنا» بالألف.

والباقون: «شِقْوَتُنا» فيكونان مصدرين واسمين، قَالَ الشَّاعِر:

كَلَّفَ مِنْ عَنَائِهِ وشِقْوَتِهْ ... بِنْتَ ثَمَانِ عَشْرَةٍ مِنْ حِجَّتِهْ

وما قرأ أحدٌ «شَقوتنا» بفتح الشين، وكان بعضهم لا يجيزه البّتة فِيْ قراءة، ولا عرّبته. وهو عندي جائز؛ لأنه المَرة الواحدة من المصدر شَقِيَ، شَقْوَةً، ونام، نَوْمةً، وزقا الدِّيُك زَقوة. وقام زَيْد قَومة. إِلَا أنّ القراءةَ سنّةٌ لا يقرأ إلا بما قد قُرِئَ.

وقولُه تَعَالى: {فاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًا}.

قرأ نافع، وحمزة، والكسائي بالضم هاهنا وفي ص.

والباقون بالكسرِ، فمَنْ كَسَرَ جَعَلَهُ من الهُزْءِ والسُّخرية. ومن ضَمَّ جَعَلَهُ من السّخر.

وَقَالَ بعضُ العلماء: الاختيارُ الضَّمُّ لاتفاقِ الجميعِ عَلَى التي فِيْ الزُّخرف {لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًا}.

قَالَ أَبُو عَبْدِ الله: وقد قرأ التي فِيْ الزّخرف بالكسرِ ابنُ محيصن المَكيّ فيما حدَّثني عَنْهُ أَحْمَد بْن عبدَان، عَنْ عليّ، عَنْ أبي عُبَيْدٍ.

وحدَّثني ابنُ عَرَفَةَ، عَنْ ثَعلب، قَالَ: تَقُولُ العَرَبُ: رجلٌ سُخرةٌ: إِذَا كان النَّاسُ يسخرون منه. ورَجُلٌ سُخَرة - بفتح الخاء - إِذَا كان يَسخر من الناس. فالمفعولُ ساكنٌ، والفاعلُ متحركٌ. وكذلك رجلٌ هُزْأَةٌ وهُزَاَةٌ وضُحْكةٌ، وضُحَكةٌ. وامرأة طُلعْة قُبعْة إِذَا كانت كثيرةَ الاطلاع، فإذا أبصرها إنسان قَبعت أي: أدخلت رأسها. ورجلٌ نُكْحه: إِذَا كان كَثيرَ النِّكاح.

وقولُه تَعَالى: {إنَّهُمْ هُمُ الفَائِزُوْنَ}.

قرأ حمزةُ والكِسَائِيُّ: «إنِّهم» بالكسر عَلَى الابتداء و «إن» إذا كانت مبتدأة كانت

<<  <   >  >>