وقولُه تَعَالى: {يا عبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ}.
قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي: «يا عباد» بغير ياء وصلوا أَوْ وقفوا؛ لأنَّه نداءٌ، مثل يا قوم، ويا رب.
وقرأ الباقون: «يا عبادي» بالياء.
وكلُّهم أسكن الياء إلا عاصمًا، فإنه فتح الياء، فيجب عَلَى قراءته الوقف بالياءِ وعلى قراءةِ الباقين يجوزُ الوقفُ بالياءِ وبغيرِ الياءِ.
وقال ابنُ مجاهدٍ: روى ابْنُ اليزيدي، عنْ أَبِيهِ، عنْ أَبِي عَمْرو أَنَّهُ وقف بالياء «يا عبادي».
وقولُه تَعَالى: {وفِيَها مَا تَشْتَهِيهِ الَأنْفُسُ}.
قرأ نافع وابن عامر وحفص، عنْ عاصم: «ما تَشْتَهِيهِ» ف «ما» بمعنى «الَّذِي»، وهو رفعٌ بالابتداء، و «تشتهي» صلة ما، والهاء عائد «ما»، وهو مفعول «تشتهي».
وقرأ الباقون: بحذفٍ الهاء اختصارًا، لأنَّه قد صار الاسم مَعَ صلته أربعةُ أشياء شيئًا واحدًا، فلما طال بصلته حذفت الهاء اختصارًا، كما قَالَ:
ذَروني إنما خطئي وصوبي ... على وإن ما أهلكت مالُ
يريد: الَّذِي أهلكته.
وسَمِعْتُ بعضَ العلماء بكتابِ اللَّه عزَّ وجلَّ يقرأ فِي وصف الجنة بصفات مختلفة فِي آي متفرقة ثُمَّ جمع تلك الصفات كلها فِي حرف من كتابِ اللَّه وهو قولُه: {وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ}.
وسأل أعرابي رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: إني سَمِعْتُ اللَّه يَقُولُ:
وفيها ما تشتهي الَأنفس، أنّي رجلٌ اشتهي النَّومَ فهل فِي الجَنّةِ نومٌ؟ فَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إِنّ النَّوم أخُ الموت، ولا موت فِي الجنة».
وسأل آخر: هَلْ تُموت الحورُ؟ فَقَالَ: «إن الحورَ ثوابُ الأعمال والثَّواب لا يموت».
وقولُه تَعَالى: {وإِلَيْهِ تُرْجَعُوْنَ}.
قرأ أَبُو عَمْرو، وعاصم، ونافع وابن عامر: «تُرجعون» بالتاء.