والباقون بالياء، خطابٌ عنْ غيبٍ ولم يختلفوا في الضم.
وقوله تعالى: {وقيله يا رب}.
قرأ عاصم وحمزة: «وقِيْلِه» خفضًا عَلَى معنى وعنده علم الساعة، وعلم قيله.
وقرأ الباقون بالنَّصب ردًّا عَلَى قولُه: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ}.
وقال آخرون: نصبٌ عَلَى المصدرِ. فالأول قُول الأخفشِ والثَّاني قولُ سائرِ النَّاس.
وفيها قول ثالث: {أم يحسبون أنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ ونَجْواهُمْ}.
بعلمهم، وقيله: لأنَّه لما قَالَ: {وعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} كان التَّقدير: ويعلم قيله.
وفيها قراءةٌ ثالثةٌ: «وقِيْلُهُ» بالرفع. روى عنْ قَتَادَة جعله اللَّه ابتداء.
وقولُه تَعَالى: {وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}.
قرأ نافعٌ وابنُ عامرٍ بالتَّاء.
وقرأ الباقون بالياء و «سَلامٌ» رفعٌ بإضمار: وعليكم سلامٌ، قَالَ الفَرَّاءُ: ولو قَرَأَ قارِئٌ: قُلْ سلامًا بالنَّصبِ جاز.
وقولُه تَعَالى: {آلِهَتُنَا}.
روى قالون، عنْ نافع: «أآلهتنا» بهمزة بعدها مدة.
قَالَ أَبُو عبدِ اللَّه: فهي ثلاثُ ألفاتٍ، الأولى: ألف التَّوبيخ فِي لفظ الاستفهام.
والثانية: ألف جمع. والثالثة: أصلية والأصل: إله، ثُمَّ يُجمع فتقولُ: آلهة مثل حمار وأحمرة، والأصل: أألهة فصارت الهمزةُ الثَّانيةُ مدَّةً، ثُمَّ دخلتُ ألفُ الاستفهام فقلت «أآلهتنا» وكذلك قرأها أَبُو عمرٍو. فأمَّا أهل الكوفة وابن عامر «أآلهتنا» بهمزتين والثالثة مدة. واختُلفت فِي قولُه: «أَفَلَا يُبْصِرُونَ، أَمْ أَنا خَيرٌ» فِي «أم» سبعةُ أقوال قد ذكرتها في كتاب المفيد.