للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقولُه تَعَالى: {عُرُبًا أَتْرَابًا}.

قرأ الكِسَائِيُّ وابنُ عامرٍ: «عُرُبًا» بضمتين وهو الَأصلُ؛ لأنَّه جمعُ عَروبٍ، وفعولٍ، وفعولٌ يُجمع عَلَى فُعُلٍ، كقولك: صبور وصبور، ورَسُوْلٌ ورسلٌ، وعزوبٌ وعُزُبٌ.

وقرأ حَمزةَ: «عُرْبًا» ساكِنَةَ الرَّاء تَخفيفًا، كما تَقُولُ رُسْلٌ فِي مَن خفَّفَ.

والباقون اختُلف عَنْهُمْ، وأبو بكرٍ، عنْ عاصمٍ مثل حمزة، وحفص مثل ابْنُ كثيرٍ، وقالون، عنْ نافعٍ مثل حَفْص، وإسماعيل مثل حمزة، واليَزِيْدِيُّ، عنْ أَبِي عَمْرٍو يثَقِّل، وشُجاع عنْ أَبِي عَمرٍو يُخفف. ومعنى امْرَأَة عَروب: هِيَ المُتغنّجة المتعشقة لَزوجها، والعَرَبَةُ: النَّفس، تَقُولُ العربُ: أصبحتُ طيَّبَ العَرَبَةٍ.

وقولُه: «أترابًا» أي: أقرانًا. حَدَّثَنِي ابنُ عُبَيْدٍ الحافِظُ‍، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن زُهَيْر، عنْ مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل، عنْ حَمَّاد بْن سَلَمة، عنْ عليّ بْن يزيد، عنْ سَعِيد بْن المسيب، أن النَّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «يَدْخُلُ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ جُرْدًا مُرْدًا مُكَحَّلِيْنَ عَلَى بدء خلق آدم ثلاث وثلاثون في سبعين باع» وفي غير هَذَا الحديث «أبناءَ ثلاثٍ وثَلاثِيْن سنةً عَلَى خَلْقِ آدمَ سبعينَ باعًا فِي سبع أَذْرُعٍ».

وحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن عَرَفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَحيى القسطاني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُبارك الطَّبري، عنْ الْحَسَن البَصري فِي قولُه تَعَالى: {عُرُبًا أَترَابًا} قَالَ: العَرُوبُ: المتعشقة لزوجها وقال أَبُو عُبَيْدَةَ: العَرُوْبُ الحَسَنَةُ التَبَعُّلِ، وأَنشدَ:

وفِي الحُدُوجَ عَروبٌ غيرُ فَاحِشَةٍ ... زَبَّاءُ خَوْدٌ يُغَشِّى دونها البصر

وقوله تعالى: {يقولون أإذا} ...... {أإنا}.

قرأ ابن عامر: «أإذا ....... أإنا» بهمزتين أيَضًا خلافَ ما قرأ فِي سائرِ القرآنِ، ولم يَجمع بين استفهامية ابنُ عامرٍ إلا فِي هَذَا الموضع.

وقرأ الباقون عَلَى ما أملينا.

وقولُه تَعَالى: {شُرْبَ الهِيمِ}.

قرأ عاصمٌ وحمزةُ ونافعٌ: «شُرْبَ» بالضَمِّ.

وقرأ الباقون بالفَتح، وهما لغتان.

وحكى الكِسَائِيّ لغةٌ ثالثةٌ: «شِرْب» بالكسرِ، وقال: الشُّرب والشِّرب والشَّرب لُغاتٌ.

<<  <   >  >>