للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفيهم يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "فإن هذا الصنف يكثرون ويظهرون إذا كثرت الجاهلية وأهلها، ولم يكن هناك من أهل العلم بالنبوة والمتابعة لها من يظهر أنوارها الماحية لظلمة الضلال، ويكشف ما في خلافها من الإفك والشرك والمحال" (١). ا. هـ.

فإذا اشتد ساعدك في العلم فاقمع المبتدع وبدعته بلسان الحجة والبيان، والسَّلامُ (٢).

(١) قوله: "يقول شيخ الإسلام (فإن هذا الصنف - يعني أهل البدع - يكثُرُون ويظهرون إذا كثرت الجاهلية وأهلها، ولم يكن هناك من أهل العلم بالنبوة والمتابعة لها من يظهر أنوارها الماحية لظلمة الضلال، فيكشف ما في خلافها من الإفك والشرك والمحال) "ا. هـ.

(٢) قوله: "في إذا اشتد ساعدك في العلم"، أي: إذا استفدت العلم فقم بقمع البدع، وبيان مخالفتها للشرع، وإذا أمكن ألا تقيم للمبتدع وزنًا بعدم ذكر اسمه فهو أولى وأحسن؛ لأن ذكر الموحِّد للمبتدع يرفع من شأنه هل تعرفون حفص الفرد؟ هل تعرفون بشرًا المريسي؟ هؤلاء مبتدعة، ذكر الأئمة أسماءهم فعُرِفت واشتهرت، حتى لو بحثت عن ترجمة هؤلاء فإنك لا تجد لهم ترجمة، هناك مبتدعة كثر لم يلتفت إليهم، ولم يتكلم الأئمة بأسمائهم، فلم يكن لهم ذكر ولا تاريخ، ولذلك إذا كان المبتدع يمكن إهماله وعدم ذكر اسمه فهو أولى، نأخذ ما لديه من البدع، فنكشفها ونبين زيفها، ونبين المعتقد الصحيح في مثل ذلك، وبذلك نكون قد رددنا الهدف الذي يقصده، وكم من شخص يتكلم بالبدعة من أجل أن يشتهر ويُعْرَف، فعامله بنقيض قصده، بإهماله وعدم ذكر اسمه.

<<  <   >  >>