كما أن العرق دساس (١)، فإن "أدب السوء دساس"(٢)؛ إذ الطبيعة نقَّالة (٣)، والطباع سرَّاقة (٤)، والناس كأسراب القطا مجبولون
= كما أن من فوائد القرين التعاون معه على الخير، ومن ذلك طلب العلم، والناس عندما يتعاونون على الحق والخير يستمرون على ذلك، وإذا انعزل الإنسان ولم يجد له معاونًا على الخير قد تضعف نفسه، لكن إذا وجد أخًا له كلما ضعفت نفس أحدهما قوَّته القوة الموجودة في نفس الآخر، وبالتالي يستمرون على العمل الصالح، ومن ذلك طلب العلم، فإن النفس ملولة، فإذا وجدت طالبًا يعينك على طلب العلم فتمسك به، وحينئذ كلما ملت نفسك انتقلت إلى زميلك ليقوم بتنشيط نفسك على طلب العلم، ثم إن إبقاء النفس على حال واحدة يجعلها تمل، وذلك أن المرء إذا قرأ وحده وذاكر وحده تمل نفسه، فإذا وجد أصدقاء خير يذاكر معهم مرة ويذاكر وحده مرة ابتعدت عنه السآمة، فإذا ملَّت النفس انتقل إلى قرنائه فذاكر معهم.
(١) قوله: "فإن العرق دساس"، يعني: أن العرق ولو كان خفيًا فإنه يؤثر على ما يمتد إليه ذلك العرق، وقد ورد هذا في حديث [١]، ضعفه كثير من أهل العلم، وهذا في الزوجة، وذلك أن النبي ﷺ أمر باختيار الزوجة التي من منبت طيب، وذكر أن العرق دساس.
(٢) قوله: "فإن أدب السوء ساس"، يعني: أن صديق السوء يؤثر على صديقه.
(٣) قوله: "إذ الطبيعة نقَّالة"، يعني: أن الطبائع والأخلاق تنتقل من شخص إلى آخر.
(٤) قوله: "والطباع سرَّاقة"، يعني: أن النفوس تقتدي بمن حولها، وتفعل مثل أفعالها ولو من حيث لا تشعر، والناس مجبولون على تشبه بعضهم ببعض.
[١] أخرجه ابن عدي ٨/ ٣٤٩ من حديث أنس، بإسناد معلول، كما أخرجه ٧/ ٣٨٣ من حديث ابن عمر، بسند ضعيف فيه محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني ضعيف.