للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على تشبُّه بعضهم ببعض، فاحذر معاشرة من كان كذلك (١)، فإنه العطب (٢) و "الدفع (٣) أسهل من الرفع" (٤).

وعليه (٥)، فتخير للزمالة والصداقة مَنْ يُعينُك على مطلبك (٦)،

(١) قوله: "فاحذر معاشرة من كان كذلك"، يعني: من كان سيئًا.

(٢) قوله: "فإنه العطب"، يعني: سبب الهلاك دنيا وآخرة.

(٣) قوله: "والدفع"، بترك صحبة هؤلاء ابتداءً.

(٤) قوله: "أسهل من الرفع"، الذي هو مصاحبتهم ثم قطع تلك الصحبة، فقبل أن تصاحبهم امنع نفسك من مصاحبتهم، فإن نفسك إن تعلقت معهم قد تعجز عن قطع تلك الصحبة، ونضرب لذلك أمثلة:

المثال الأول: أصحاب المخدرات والخمور إذا صاحبهم الإنسان فإنهم سيجرونه إلى فعلهم شيئًا فشيئًا حتى يُبتلى بهذا الأمر، ويكون مماثلًا لهم، وإن كان في الأول يقول: لن أقدم على فعل هذه الأمور، لكنه مع الزمن تضعف نفسه قليلًا قليلًا.

مثال ثان: أصحاب المعاصي؛ فإنهم يجرون صاحبهم إلى معاصيهم، كالفواحش، والنظر في وجوه النساء، والتلذذ بالحديث معهن، فإن من صاحب من كان كذلك أصبح مثلهم.

مثال ثالث: أصحاب اللعب واللهو، من صاحبهم شاركهم في ذلك، وقد يلهيه ذلك عن التعلم.

- وقوله: "الدفع أسهل من الرفع"، هذه قاعدة فقهية، والدفع منع الشيء من الوقوع قبل وقوعه، والرفع إزالته بعد حصوله.

(٥) قوله: "وعليه"، يعني: بناءً على ما سبق.

(٦) قوله: "فتخير للزمالة والصداقة من يعينك على مطلبك"، يعني: على الهدف الذي تقصده.

<<  <   >  >>