للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقرِّبك إلى ربك (١)، ويوافقك على شريف غرضك ومقصدك.

وخذ تقسيم الصديق في أدق المعايير (٢):

١ - صديق منفعة (٣).

٢ - صديق لذة (٤).

(١) قوله: "ويقربك إلى ربك، بحيث يكون صديقك معينًا لك على طاعة الله، ومن أعظم أنواع الطاعة - كما سبق - طلب العلم، فاختر الصديق الذي يعينك على التقرب إلى رب العزة والجلال، بأن يكون معينًا لك على طلب العلم، وبالتالي تتوافق الأهداف عندك وعندهم، أما إذا كان يهدف لشيء، وأنت تهدف إلى شيء آخر فحينئذٍ لن يكون بينكما تلك الألفة، إلا أن تنجرف إلى غرضه أو ينجرف إلى مقصدك.

(٢) قوله: "وخذ تقسيم الصديق .. قسم الأصدقاء إلى ثلاثة أقسام:

(٣) قوله: "صديق منفعة مثال ذلك: شخص بينك وبينه تجارة، فهذا صديق منفعة، فحينئذ هذه الصداقة لا حرج على الإنسان فيها، لكنها مرتبطة بهذه المنفعة، إذا انقطعت تلك التجارة انقطعت تلك الصحبة والصداقة، وهذا النوع من الصداقة ليس من المحبة الإيمانية في شيء.

(٤) قوله: "صديق لذة"، هذا النوع الثاني؛ كمن اجتمعوا على جلسة أو على لعب أو على لهو، فهؤلاء أصدقاء لذة إذا انتهت تلك اللذة أو ملوا منها انقطعت صداقتهم، وقد تكون تلك اللذة لذة مباحة، وقد تكون لذة محرمة فيعظم الإثم بها، وقطع تلك الصداقة أولى للعبد في دنياه وآخرته، وخصوصًا طلبة العلم؛ لأنها وإن كانت لذة مباحة إلا أنها تضيع وقت العبد، وتشغله عن الهدف الذي خلق من أجله.

<<  <   >  >>