للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وصديق الفضيلة هذا "عُمْلَة صعبة" (١) يعز الحصول عليها (٢).

ومن نفيس كلام هشام بن عبد الملك (م) سنة ١٢٥ هـ) قوله: "ما بقي من لذات الدنيا شيء إلا أخ أرفع مؤونة التحفظ بيني وبينه" (٣) ا. هـ.

ومن لطيف ما يقيد قول بعضهم: "العزلة من غير عين العلم زلة، ومن غير زاي الزهد: علة" (٤).

(١) قوله: وصديق الفضيلة هذا عُملة صعبة"، يعني أننا لا نجدها في كل وقت، وإنها عسيرة الحصول.

(٢) قوله: "يعز الحصول عليها يعني: يندر.

(٣) ثم جاء بكلام الخليفة هشام بن عبد الملك: "ما بقي من لذات الدنيا شيء إلا أخ أرفع مؤونة التحفظ بيني وبينه".

(٤) قوله: "العزلة من غير عين العلم: زلة، ومن غير زاي الزهد: علة"، كلمة العزلة، تعني انفراد الإنسان وحده، إذا حُذِفَت منها العين أصبحت زلة، ولذلك إذا اعتزل المرء ولم يخالط الآخرين لا بد أن يكون معه علم، كذلك كلمة العزلة إذا حذف منها الحرف الثاني وهو الزاي أصبحت علة، فالعزلة لا بد فيها من علم وزهد، أما إذا انعزل الإنسان وحده وكان غير عالم أصبح عنده جهل، ومن ثم يؤدي ذلك إلى ضلال بكونه يتقرب إلى الله بطرائق جاهلية؛ وبطرائق الجُهَّال، وكذلك العزلة وانفراد الإنسان وحده إذا لم يكن معه زهد فإنه مرض، وهو سبب من أسباب الأمراض النفسية التي ترد على الإنسان، والعزلة في الأصل غير محمودة وغير مرغوب فيها، فإن النبي كان يخالط الناس فينصح ويُعلِّم ويُعطي ويتكرَّم، ويفعل الخير مع غيره، إلا إذا قدر المرء أن خلطته مع غيره ضرر به.

<<  <   >  >>