للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الاستيفاء لكن سياقتها تجري على سبيل ضرب المثال، قاصدا الدلالة على المُهِمَّات، فإذا وافقت نفسًا صالحة لها (١)، تناولت هذا القليل فكثَّرَتْهُ، وهذا المجمل ففَصَّلَتْهُ، ومن أخذ بها، انْتَفَعَ وَنَفَعَ، وهي بدورها مأخوذة من أدب من بارك الله في علمهم، وصاروا أئمة يُهْتَدَى بهم، جمعنا الله بهم في جنته، آمين.

* * * * *

(١) قوله: "هذه الآداب منها ما يشمل كل مكلف، ومنها ما يختص به طلبة العلم، إلى أن ذكر قوله: فإذا وافقت نفسًا صالحة لها"، فمن يتلقَّى العلم، منهم من يكون عنده استعداد ونفس مهيأة لطلب العلم، وبالتالي تتقبل نفسه العلم، وتلتزم به، كما قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ﴾ [محمد: ١٧]، فهؤلاء عندهم نفوس صالحة، أسأل الله - جل وعلا - أن يجعل نفوسنا وإياكم صالحة لذلك. فهذه النفوس إذا قبلت هذه الآداب كثَّرتها واستفادت منها، وإذا وجدت كلامًا مختصرًا، فصَّلته وعرفت المراد به، والمعاني التي اشتملها ذلك الكلام.

من أخذ بهذه الآداب انتفع في نفسه ونفع غيره، وهذه الآداب مأخوذة من الكتاب والسنة، ومأخوذة من سير سلفنا الصالح الذين قال الله فيهم: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ [التوبة: ١٠٠]، فأثنى على تابعيهم؛ لكونهم اتبعوا سلفنا الصالح، وقال سبحانه: ﴿وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ﴾ [لقمان: ١٥].

<<  <   >  >>