فعليك بالاستكثار من ميراث النبي ﷺ، وابذل الوسع في الطَّلب والتَّحصيل والتدقيق، ومهما بلغت في العلم، فتذكر:"كم ترك الأول للآخر! "(١).
وفي ترجمة أحمد بن عبد الجليل من "تاريخ بغداد"(٢) للخطيب، ذكر من قصيدة له:
لا يكون السَّرِيُّ مثل الدَّنيِّ … لا ولا ذو الذَّكاء مثلُ الغبيِّ
قيمةُ المرءِ كُلَّمَا أن أحْسَنَ المرْ … ء قَضَاءً من الإمام عليِّ
٢٦) الرحلة للطلب (٣):
"من لم يكن رُحْلَة لن يكون رُحْلَة".
(١) قوله: "وابذل الوسع في الطلب .. "، اطلب علمًا كثيرًا، كذلك ابذل الوسْعَ في التحصيل وفي التدقيق، لا تكتف بأخذ الأقوال فقط؛ بل دقِّق بينها وميِّز بينها، واعرف ما ينفعك منها. "ومهما بلغت في العلم، فتذكر:(كم ترك الأول للآخر!!) ".
(٢) آداب العلماء والمتعلمين للخطيب البغدادي ص ٢٨، ولم أجده في التاريخ.
(٣) هذا أدب آخر من آداب طالب العلم: وهو الرحلة في طلب العلم لملاقاة العلماء، وقد قَصَّ الله ﷿ علينا قصة موسى ﵇ عندما سافر إلى الخضر من أجل أن يستفيد منه، وانظر أيضًا في الأخبار رحلات الصحابة عندما كان ينتقل بعضهم إلى النبي ﷺ من أجل طلب العلم، كما في حديث مالك بن الحويرث، وانظر إلى أخبار أبي هريرة عندما انتقل ليسمع من النبي ﷺ، وقصة أبي ذر في صحيح مسلم عندما ارتحل من أجل طلب العلم، وهكذا أيضًا لم يزل علماء الإسلام يرحلون من أجل طلب العلم، وينتقلون من مكان إلى مكان من أجل ذلك الهدف العظيم، فالارتحال لطلب العلم يحدث به عدد من الفوائد: =