للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى) [١]، وبين أنه إذا لم ينو الإنسان بطلبه للعلم وجه الله والدار الآخرة كان مشركًا، وكون الشرك يكون في معابد المشركين هذا نستنكره، لأنه فساد، فإذا وجد في بلاد الحرمين استنكرناه أكثر، فإذا وجد في بيوت الله في المساجد كان استنكارنا له أعظم، وما ذاك إلا شأن أولئك الذين يريدون بطلب العلم غير وجه الله تعالى. استمع لما يقوله - جل وعلا - فيمن أراد بعمله الدنيا: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (١٥) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [هود: ١٥ - ١٦]. واسمع قول الله تعالى: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (١٨) وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا﴾ [الإسراء: ١٨ - ١٩]، ولذلك على كل منا أن يحرص على إخلاص النية في طلب العلم ماذا ننوي؟ ننوي إرضاء رب العالمين، وننوي رفعة الدرجة في الجنة، وننوي الحصول على الدرجات، فإن قال قائل: ما هي أوجه ترك هذا الأدب، أدب الإخلاص في طلب العلم؟ نقول هنا أمثلة: منها الرياء، رياء الشرك، بأن يقول: أنا أتعلم من أجل أن أكون صاحب منزلة عند الناس، أو أتعلم من أجل أن يتكلم الناس في علمي ويثنوا عليَّ، أو من أجل أن يقول الناس ما أكثر محفوظاته.

الشرط الثاني: المتابعة للنبي : لأن من لم يتابع الهدي النبوي في العبادة فإن عبادته مردودة؛ لأنها تكون بدعة، وقد قال النبي (من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد) [٢]، أي مردودٌ على صاحابه، وقال : (كل بدعة ضلالة) [٣]، والله - جل وعلا - يقول: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ﴾ [الشورى: ٢١]، ولذلك جاءت النصوص بالأمر باتباع هذ النبي الكريم، فقال سبحانه: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ =


[١] أخرجه البخاري (١)، ومسلم (١٩٠٧)، وأبو داود (٢٢٠١)، وابن ماجه (٤٢٢٧)، وغيرهم.
[٢] أخرجه البخاري (٢٥٥٠)، ومسلم (١٧١٨).
[٣] أخرجه مسلم (٨٦٧)، وأبو داود (٤٦٠٧)، والنسائي (١٥٧٨).

<<  <   >  >>