= تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾ [آل عمران: ٣١]، ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: ٢١]، ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر: ٧]، ولذلك يحرص الإنسان على اقتفاء الهدي النبوي، وخصوصًا في طلب العلم، فإن النبي ﷺ قد وفد عليه الطلاب وعلَّمهم، وجعل لهذا التعلم آدابًا وسنًا وطرائق، ولذلك لا بد أن نقتدي بهذا الهدي الكريم، ولا يمكن أن نقتدي بهذا الهدي الكريم حتى نتعلم السُّنُّة الواردة في ذلك، إذ كيف تقتدي بشيء أنت لا تعرفه؟
أو يكون مقصوده التفوق على الأقران، فيقول: أتعلم وأدرس من أجل أن أكون الأول على زملائي، ومن أجل أن كون سابقًا لفلان أو لفلان، أو يكون تعلمه سُلَّما لأغراض وأعراض بحيث يقول: أنا أريد أن أكون لي أموالٌ كثيرةً بسبب طلبي العلم، أو أريد أن يكون لي منزلة، وبالتالي إذا طلبت من أحد المسؤولين أمرًا من الأمور استجابوا لي، أو يكون لي منزلة وجاه بحيث إذا شفعت لأحدٍ من قرابتي شُفِّعْتُ فيه، أو أن يعظمني الناس في المجالس إذا دخلت في المجلس وضعوني في صدر المجلس، أو ليُقبِّلوا رأسي. كل هذه أغراض فاسدة تخالف الإخلاص في النية.
إذا حصل شيء من هذه الأمور، ولم تكن من قصد الإنسان، ولم تكن عنده ذات قيمة ومنزلة، فهذه لا تؤثر عليه، لو حصل أن عالمًا أصبح الناس يقبِّلون رأسه، لم يكن قاصدًا لذلك ولا مريدًا، له وأذِن لهم ليكون ثوابًا لهم؛ لأن الإنسان لا يستفيد من تقبيل الناس لرأسه شيئًا، بل قد يؤذونه ويؤلمون رقبته، فالمستفيد المُقبِّل لا المُقبَّل، فحينئذ لا تؤثر على نيته وإخلاصه. ويدل على ما سبق ما جاء في صحيح مسلم أن النبي ﷺ ذكر: (أن أول من تسعر بهم النار ثلاثة؛ منهم رجلٌ تعلم العلم وعلمه، وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال تعلمت العلم وعلَّمته، وقرأت فيك القرآن، قال:=