للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ - كذب المتملق: وهو ما يخالف الواقع والاعتقاد، كمن يتملق لمن يعرفه فاسقًا أو مبتدعًا فيصفه بالاستقامة (١).

٢ - وكذب المنافق: وهو ما يخالف الاعتقاد ويطابق الواقع، كالمنافق ينطق بما يقوله أهل السنة والهداية (٢).

٣ - وكذب الغبي: بما يخالف الواقع ويطابق الاعتقاد، كمن يعتقد صلاح صوفي مُبتدع فيصفه بالولاية، فالزم الجادة (الصدق) (٣)

(١) قوله: "كذب المتملق": وهو الذي يعتقد أن كلامه باطل، ويكون كلامه مخالفًا للواقع، مثال ذلك: محمد قابله شخص بينه وبينه عداوة، فقال له: إني أحبك، وفي الحقيقة هو لا يحبه، حينئذ هو مخالف للواقع ومخالف للاعتقاد، فهذا إذن متملق.

(٢) قوله: "كذب المنافق": المنافق يقول: الدعاة صادقون، نافعون للأمة، لكن في نفسه يقول: والله ما لهم فائدة، فهو يقول: الدعاة صادقون نافعون للأمة بلسانه، لكن في قلبه يقول: ضيقوا على الناس، فحينئذ نقول: هذا منافق كاذب؛ لأنه تكلم بكلام يوافق الواقع، لكنه يخالف اعتقاده.

(٣) قوله: "كذب الغبي بما يخالف الواقع": ومثال ذلك: رجل يظن أن محمدًا خلف الجدار، فقال: محمد خلف الجدار، لكنه لم يكن خلف الجدار، كذلك من اعتقد أن الصوفي المبتدع صالح، ووصفه بالولاية، هذا يخالف الواقع؛ لأن شرط الولاية الإيمان والتقوى، كما في قوله سبحانه: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ (يونس: ٦٢)، لو جاءك صوفي يقول باطراح التكاليف، فحينئذ نقول: هذا المتكلم مخالف للواقع، لكنه يطابق اعتقاده، فيكون هذا من الكذب.

<<  <   >  >>