للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وملازمة الطلب ومثافنة الأشياخ (١)، والاشتغال بالعلم قراءة (٢) وإقراء (٣)، ومطالعة وتدبرًا وحفظًا وبحثًا، لاسيما في أوقات شرخ الشباب (٤) ومقتبل العمر (٥)، ومعدن العاقبة، فاغتنم هذه الفرصة الغالية، لتنال رتب العلم العالية، فإنها "وقت جمع القلب، واجتماع الفكر"، لقلة الشواغل والصوارف عن التزامات الحياة والترؤس (٦)، ولخفة الظهر والعيال.

(١) قوله: "وملازمة الطلب، ومثافنة الأشياخ"، بملازمتهم ومجالستهم حتى تكون قريبًا منهم.

(٢) قوله: "والاشتغال بالعلم قراءة"، أي: يقرأ لنفسه.

(٣) قوله: "وإقراءً"، أي: يقرأ لغيره، أو يُقرأ عليه.

(٤) قوله: "ومطالعة وتدبرًا وفهمًا وحفظًا، وبحثًا وخصوصًا في أوقات شرخ الشباب"، ووقت أول الشباب أدْعَى بأن تحفظه.

(٥) قوله: "ومقتبل العمر"، وبذلك إذا اغتنمت الوقت حصلت على رتب العلم العالية، فوقت الشباب هو وقت اجتماع القلب، ليس عندك مشغلات كثيرة تشغل قلبك وتجعلك تنسى، ووقت الشباب هو وقت اجتماع الفكر.

(٦) قوله: "لقلة الشواغل والصوارف .. " ليس عند الشباب عيال، ولا عنده حوائج يُشغل بها، ولا يهتم بقضايا عامة أو خاصة، ومن ثم اجتنب التسويف، أيها الشباب وبادر، يقول النبي : (بادروا بالأعمال ستًا، ما تنتظرون إلا غنى مُطغيًا، أو مرضًا مفسدًا، أو كبرًا مفندًا، أو موتًا مجهزًا، أو الدجال فشر منتظر، أو الساعة، والساعة أدهى وأمر) [١]، وقال: (بادروا بالأعمال فتنًا كقطع الليل المظلم) [٢]. إذا بادر الإنسان أعمال الطاعة، ومنها طلب العلم، فهذا شاهد وجود كِبَر الهمة لديه.


[١] أخرجه الترمذي (٢٣٠٦)، والطبراني في المعجم الأوسط (٨٤٩٨).
[٢] أخرجه. مسلم (١٨٦).

<<  <   >  >>