للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما للمعيل وللعوالي إنما … يسعى إليهن الفريدُ الفارد (١)

وإياك وتأمير التسويف على نفسك، فلا تسوف لنفسك بعد الفراغ من كذا، وبعد (التقاعد) من العمل هذا … وهكذا، بل البدار قبل أن يصدق عليك قول أبي الطحان القيني:

حنتني حانيات الدهر حتى … كأني خاتل أدنو لصيد

قصير الخطو يحسب من رآني … ولست مقيدًا أني بقيد

وقال أسامة بن منقذ:

مع الثمانين عاث الضعف في جسدي … وسائني ضعف رجلي واضطراب يدي

إذا كتبت فخطي خط مضطرب … كخط مرتعش الكفين مرتعد

فاعجب لضعف يدي عن حملها قَلَمًا … من بعد حمل القنا في لَبَّةِ الأسَدِ

فقل لمن يتمنى طول مدته … هذي عواقب طول العمر والمُدَد

فإن أعملت البدار، فهذا شاهد منك على أنك تحمل "كبر الهمة في العلم".

(١) قوله: "ما للمعيل .. "، المعيل: كثير العيال والعوالي: المنازل الرفيعة، ولا تنافي بين ما ذكره المؤلف والزواج، بل الزواج من أسباب استقرار النفس، ومن ثم كثرة اشتغاله بالعلم، واستيعابه له.

<<  <   >  >>