= يقول الله تعالى:(وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم)[١]، وهذا الوصف مما يؤكد عليه خصوصًا في زماننا هذا؛ فإن الإكثار من ذكر الله أعظم أسباب تحصيل العلم، وكلما كان الإنسان مكثرًا لذكر الله فتح الله ذهنه للفهم الصحيح، وجعل قلبه يحوي العلم الكثير، وبارك الله في شأنه كله، وكلما أقل الإنسان من ذكر الله، ابتعدت عنه البركة، ولذلك ليكن لطالب العلم أورادٌ يومية، وكلما خَلا بنفسه اشتغل لسانه بذكر الله، وترك هذه الوساوس التي تشغل قلبه في أوقات خلوته.
وإذا تأمل الإنسان الأمر بذكر الله، وجد أن الله لا يأمر بالذكر إلا ويصفه بصفة الكثرة، كما قال سبحانه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: ٤١]، بينما وصف المنافقين بأنهم كانوا: ﴿وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [النساء: ١٤٢]، حينئذ إذا أراد الإنسان أن يبارك له في وقته، وفي شأنه، فليُكثر من ذكر الله، ومن أعظم أنواع الذكر: قراءة القرآن.
(١) قوله أيضًا: من الأمور التي يتصف بها طالب العلم: "الاستبشار والفرح والسرور بأحكام الله وحكمه ﷾"، فافرح بما أنعم الله عليك، وافرح بإنزال هذا الكتاب، وافرح ببعثة هذا النبي الكريم، وافرح بأن تعلمت شيئًا من أحكام هذه الشريعة، قال تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [يونس: ٥٨].
هذا شيء من الصفات التي ذكرها المؤلف في حلية طالب العلم مما يتعلق بصفة طالب العلم في نفسه.